المفكر الإسلامي الصرخي على خطى جده الإمام الباقر يفند دعوات مرجئة وقدرية العصر !!
بقلم عادل السعيدي
نعرف والكل يعرف من الكتاب والعلماء والمراجع وأهل العلم والمعرفة لابد في كل الأزمان والعصور والدهور من حامي وحارس ومدافع عن الشريعة الإسلامية مرة يكون نبي مرسل أو إمام معصوم أو مرجع جامع للشرائط أعلم يدافع ويذود عن الإسلام والمسلمين ويرد على أهل الانحراف والبدع والأساطير والخرافات حيث كان الإمام الباقرعليم وولده الإمام الصادق- عليهم السلام- المتصدين إلى أصحاب هذه الحركات المنحرفة وعلى طريقهم وسيرتهم وأخلاقهم وعلومهم سار وتخلق المفكر الإسلامي المعاصر الصرخي الحسني من مناظرات الإمام الباقر- عليه السلام- حيث قال :
مع عمرو الماصر (المرجئة):
كان عمرو بن قيس ممن ذهب إلى الإرجاء. وقد قصد مع رفيق له الإمام الباقر-عليه السلام-. انبرى عمرو يسأل الإمام قائلاً: (إنا لا نخرج أهل دعوتنا، وأهل ملتنا من الإيمان في المعاصي والذنوب)فرد عليه الإمام مزاعمه الفاسدة قائلاً:
(يا بن قيس: أما رسول الله-صلّى الله عليه وآله- فقد قال: (لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن) فاذهب أنت وأصحابك حيث شئت)(11) ما ذهب إليه المرجئة يتنافى مع الإيمان، لأن الإيمان قوة رادعة للنفس تصونها من ارتكاب الذنوب، ومن يقترفها لا عهد له بواقع الإيمان.
مع رجل قدري أو القدرية:
أبتلي المسلمون في ذلك الوقت برجل من القدرية أفسد عليهم دينهم، ولم يقدروا على رد تخرصاته وإبطال مزاعمه، فرأى عبد الملك أن لا طريق لإفحامه والرد عليه إلا الإمام محمد الباقر -عليه السلام- فكتب إلى عامله على يثرب رسالة يطلب فيها إحضار الإمام إلى دمشق، والتلطف معه. عرض حاكم يثرب على الإمام الباقر-عليه السلام- رسالة عبد الملك، فاعتذر الإمام-عليه السلام- عن السفر لأنه شيخ لا طاقة له على عناء السفر، لكنه أناب عنه ولده الإمام جعفر الصادق للقيام بهذه المهمة. سافر الإمام الصادق-عليه السلام- إلى دمشق فلما حضر عند عبد الملك قال له: قد أعيانا هذا القدري، وإني أحب أن أجمع بينك وبينه، فإنه لم يدع أحداً إلا وخصمه، وأمر بإحضاره فلما حضر عنده أمره الإمام الصادق-عليه السلام- بقراءة الفاتحة، فبهر القدري، وأخذ بقراءتها، فلما بلغ قوله: (إياك نعبد وإياك نستعين) قال له الإمام-عليه السلام-:
(من نستعين؟ وما حاجتك إلى المعرفة إن كان الأمر إليك) وبان العجز على القدري، ولم يطق جواباً، وواصل الإمام حديثه في إبطال مزاعمه ورد شبهه.
واليوم يقف المحقق الأستاذ الصرخي بالدليل العلمي الأخلاقي الشرعي وعلى سيرة وأخلاق وعلم أجداده بالرد على الحركات السلوكية المرجئة القدرية
الحسني على منصة التواصل الاجتماعي لغة العصر من حسابه الخاص بتويتر والفيسبوك:-
26- دُولٌ (شيعيّة) تُحاصِرُ بَغْدَاد...الإمَام (عَليه السّلام) إلَى أين؟!
{ قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}[المائدة 119]... الأمَانَة والمَوضوعِيّة والواقِعيّة مَطلوبَة دَائِمًا، وَنَبقَى فِي مَقَام إثبَات أنّ الظّلمَ والجَورَ كَان عَلى أشدّه قَبلَ السَفِير الرّابع أو عَلَى الأقلّ فإنّه شَامِلٌ لِلجَميع، بخِلَاف مَا فَهمَه الأستَاذ وَبَنَى عَلَيه، وَتَأكيدًا عَلَى مَا سَبَق وَزِيادةً فِي البَيَان أقول: 1- هَل كَان الأستَاذ مُستَوعِبًا لِلأحدَاثِ وَالوَقَائِعِ فِي عَصْرِ الغَيبَة الصّغرَى، وَلَو إجمَالًا؟! مثلًا، ظهور دَولَة البوَيهِيّين فِي عِرَاق العَجَم، وَإقَامة دَولَة العَلَويّينَ (الزّيديّة) في طبرستان وَغَيرها مِن بِلَاد الدّيلَم، وَقَد سَيطَرَ الحَمدَانِيّون عَلَى المَوصِل وَشمَال الشّام، كَمَا أنّ القَرَامطَة أقَامُوا دَولَتَهم عَلَى أرَاضِي عُمَان وَالبَحرين وَالحجَاز وَالأهوَاز والبَصرَة وَوَاسِط حَتّى حدود الكُوفَة، وَفي المَغرِب العَرَبي تَأسّسَت دَولَة الأدارِسَة، كَمَا سَيطَر الفَاطِمِيّون عَلَى العَدِيدِ مِن البُلدَانِ هنَاك وَصَاروا فِي كَرٍّ وَفَرٍّ لِلسّيطَرَة عَلى أرَاضي مِصْر!!..مَع الاِلتِفَات
إلَى أنّه فِي العَادَة يوضَع كلُّ هَؤلاء وَأمثَالهم تَحتَ عنوان "الشّيعَة"!!... 2- لَم يَتَوَقّفْ ضعْفُ وَوَهْنُ وَتَشَتّت الدّولة العَبّاسِيّة عِندَ الإخشِيديّين عَلَى مِصْر وَمُعظَم أرَاضِي الشّام، وَلَا عِندَ الدّولَة السّامَانِيّة فِي خُرَاسَان وَبِلَاد مَا وَرَاء النّهر، وَلَا عِندَ غَيرِها مِن دُوَيلَات وَإقطَاعَات اِنفَصَلَت وَاستَقَلّت وَتَمَرّدَت عَلَى دَولَة بَنِي العَبّاس!! فَالاضطرَابَات وَالصّراعَات الدّاخلِيّة فِي كُلِّ مَكَان، إضَافَة لِلحروبِ الطّاحِنَة مَع الرّوم فِي العَدِيد مِن الجَبهَات !! فَمَاذَا بَقِيَ لِسلطَة بَنِي العَبّاس فِي بَغدَاد؟!
3- السّلطَة وَمَركَز الحُكم تَحتَ قَبضَة العساكر الأتراك، وَبأيدِيهم تَنحِيَة وَعَزْل وَحَبْس وَتَعذِيب وَقَتْل خَليفَةٍ عَبّاسِيّ وَتَعِيين آخَر!! فَلَم يَبقَ مِن سُلطَة الخَلِيفَة وَالوزَارَة إلّا الأمور الشّكلِيّة وَاستخدامهم للتّغرير وَجَمْع الأموَال!! وَالغريب أنّه مَعَ الذلّ وَالهَوان نَجِد التّنَافسَ وَالصّراعَ عَلَى الخِلَافَة والوزَارَة عَلَى قَدَمٍ وَسَاق !!... 4- وَسَط هذِهِ الحَقَائِق الصّادِمَة يَأتِي السّؤال عَن مَاهِيّة التّقيّة وَالخَوْف وَالحَذَر والكِتمَان، الّتِي يَقصدُها الأستَاذ،{عَمَله المَبنِي عَلَى الحَذَر والكِتمَان{، والتي بسببها كانت وَكالَة السّمريّ خَامِلَة وَغَيرَ فَاعِلَة، وَالّتي بِسَبَبِهَا اضْطَرّ الإمَام المَهدِيّ (عليه السّلام) إلَى إلغَاء وَإنهَاء السّفَارَة وَالغَيْبَة الصّغرَى نِهَائِيًّا؟!!... 5- قَالَ الأستَاذ:{[يَكون لِمَا ذَكَرَه المُستَشرِق، مِن كَون تِلك السّنوَات «مَلِيئة بِالظّلم وَالجَور وَسَفك الدّمَاء»، دَخْلٌ كَبيرٌ فِي كَفكَفَة نَشَاط هَذا السّفِير، وَقِلّة فَعَاليّاتِه]...[فإنّ النّشَاط الاجتِمَاعيّ يَقتَرِنُ وجودُه دَائِمًا، بِالجَوّ المُناسِب والفُرصَة المواتِيَة]...[فَمَعَ صعوبَةِ الزّمَان وَكَثرَةِ الحَوادِث وَتَشَتّت الأذهان، لَا يَبقَى هُناك مَجَالٌ مهمّ لِمِثْلِ عَمَلِه المَبني عَلَى الحَذَر والكِتمَان]...[وَهَذا بِنفسِه، مِن الأسبَاب الرّئيسيّة لِانقطاعِ الوَكَالَة بِوَفَاة السّمريّ، وعَزم الإمَام المَهديّ (عَليه السّلام) عَلَى الانقِطَاع عَن النّاس كَمَا انقطَعَ النّاس عَنه وَفَرّقَتهم الحَوادث عَن مُتابعة وكلائه]...[وَلذا نجد السّمريّ يُخرِج إلَى النّاس، قَبلَ وَفاتِه بِأيّام، تَوقِيعًا مِن الإمَامِ المَهديّ (عَليه السّلام)، يُعلِن فِيه اِنتِهَاءَ الغَيْبَة الصّغرَى وَعَهْد السّفَارَة بمَوتِ السّمَريّ، وَيَمنَعه أن يُوصِيَ بَعدَ مَوتِه إلَى أحَدٍ لِيَكونَ سَفِيرًا بَعدَه]}[تَاريخ الغَيبة الصّغرى 390]... 6- هَل الخَوف وَالتّقِيّة وَالكِتمَان وَالحَذَر كَانَ مِن السّلطَة العَبّاسِيّة أو مِن القوى والدّوَلِ الشّيعية الّتي تُسيطِر عَلَى أكثر بلدان الإمبراطوريّة العبّاسِيّة وَتُحاصِر عَاصمتَها بغداد؟!... 7-بمعنى أوضح: هل الإمَام المَهدي (عليه السلام) قَد قَطعَ الوَكالة وأنهى السّفارة والغَيْبَة الصّغرَى خَوفًا مِن العبّاسيّين أو مِن الدّول الشّيعيّة الّتي تُحاصر بَغداد وتُهدّد الخلافة العبّاسيّة بالسّقوط؟! مَع مُلاحظَة كَون السّلطة العبّاسيّة مَوجودةً مِن الأصْلِ مِن بِدايَة الغَيْبَة، وَكانَت تَضعف وَتَزدَاد ضعفًا بمرور الوَقت، بِخِلاف الحَركَات الشّيعِيّة، حَيث كَانَت تَتَكاثَر وَتَتَصَاعَد بِمرُور الوَقت، خِلَال عَصْر الغَيْبَة الصّغرَى!! وَعَجَبي لَا ينقطَع مِن أنّه هَل اِنتَفتَ وَانعدَمَت الأقلَام الحرّة وَالضّمائر الحَيّة الّتي تَقرَأ التّاريخ بِمنطقيّةٍ وَ إنصَاف؟!!
الصّرخي الحَسَني
لمتابعة الحساب على:
تويتر: AlsrkhyAlhasny@
الفيس بوك: Alsarkhyalhasny
الإنستغرام: alsarkhyalhasany@
مسك الختام نقول مع شدة عداء السلاطين والحكام مع أهل بيت النبوة والرسالة لكن كانوا يرجعون إليهم في الأزمات والكوراث ويأخذون كل الحلول على العكس حكام وسلاطين هذه الزمان يرجعون إلى أئمة الضلالة والانحراف ومن أسس وسبب الأزمات ولايرجعون إلى المصداق الحقيقي العلمي الشرعي الأخلاقي لفخر الكائنات وآله الأطهار وصحبه الأخيار-عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.