المحقق الصرخي وأصحابه بكربلاء على خطى مسلم بن عقيل السفير الشهيد
بقلم عادل السعيدي
إن تضحيات وشهادة أصحاب المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في رمضان من عام 2014 على يد الحركات السلوكية المرجئة المارقة المنحرفة تعيد إلى الأذهان شهادة وتضحية القائد السيد الهاشمي الجليل مسلم بن عقيل-رضي الله عنه- وماجرى عليه من تخاذل الناس عنه وتمثيل وسحل بجثته بشوارع الكوفة وماجرى على أصحاب وأنصار السيد المحقق الصرخي الحسني في كربلاء رمضان المبارك مصداق حقيقي إلى نصرة الحق وصاحب الحق في كل الأزمان والعصور
مسلم بن عقيل، (استشهاد 60 هـ) هو ابن عمّ الإمام الحسين وقد أرسله الى أهل الكوفة؛ لأخذ البيعة منهم، وهو أوّل من استشهد من أصحاب الحسين في الكوفة، وشهد مع عمه الإمام علي حرب صفين وكان أحد قادة جيشه.
هو مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وأمّه أم ولد و اختلف في اسمها، ففي مقاتل الطالبيين: "أنّها "حلية"، وكان عقيل اشتراها من الشام فولدت له مسلماً"،[1] وقيل: إنّ اسمها "خليلة".[2]
زوجته هي: ابنة عمّه، رقية بنت علي بن أبي طالب ، ولدت له: عبد الله قتل بـالطف، وعلياً ومحمداً ابني مسلم.[3]
جاء في "اللهوف" لابن طاووس: لما قُتل هاني بن عروة بلغ خبره مسلم بن عقيل فخرج بمن بايعه إلى حرب عبيد الله بن زياد، فتحصن منه بقصر دار الإمارة، واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم، وجعل أصحاب عبيد الله الذين معه في القصر يتشرفون منه ويحذرون أصحاب مسلم، ولكي يفرّقوا أنصاره من حوله أخذوا يتوعدونهم بأجناد الشام، فلم يزالوا كذلك حتى جاء الليل.[14]
بعد ذلك جعل أصحاب مسلم يتفرقون عنه، ويقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتى يصلح الله ذات بينهم، فلم يبق معه سوى عشرة أنفس، فدخل مسلم المسجد ليصلي المغرب فتفرق العشرة عنه، ولمّا رأى مسلم ذلك خرج وحيداً في دروب الكوفة حتى وقف على باب امرأة يقال لها طوعة، فطلب منها ماءً فسقته، ثمّ استجارها فأجارته، فعلم به ولدها فوشى الخبر بطريقة إلى ابن زياد، فأحضر محمد بن الأشعت وضم إليه جماعة وأنفذه لاحضار مسلم.[15]
وعندما وصلوا إلى دار طوعة، وسمع مسلم وقع حوافر الخيل لبس درعه وركب فرسه وجعل يحارب أصحاب عبيد الله حتى قتل منهم جماعة، فناداه محمد بن الأشعث وقال: يا مسلم لك الأمان. فقال مسلم: وأي أمان للغدرة الفجرة؟! ثمّ أقبل يقاتلهم ويرتجز:
أقسمـــــــت لا أقتل إلا حراً
وإن رأيت الموت شيئاً نُكرا
أكره أن أخــــــــــــدَع أو أغرّا
أو أخلط البــــــــارد سخناً مرّا
كلّ امرئ يوماً يلاقى شرّا
أضربكم ولا أخـــــــــــــاف ضرّا
وخلاصة القول أن الصراع بين الحق والباطل يتجدد ويعيد نفسه في كل الأزمان والعصور ومن قبل نفس الحركات السلوكية المارقة المنحرفة الضالة التي تخدم الطغاة والظالمين مع الهمج الرعاع عبيد الدنيا والهوى والشيطان.