المفكر الإسلامي الصرخي وأصحابه تخلقوا وساروا بأخلاق هانىء بن عروة
الناصر الشهيد
بقلم خالد الشمري
طبعاً أحداث ووقائع التاريخ الإنساني وخاصة التي تخلد الأبطال أنصار الحق وصاحب الحق في كل الأزمان والعصور يصبحون دروسًا وعبرًا ومواعظ إلى كل طالب وناصر للحق يأخذ منه ويتأثر به ويسير على أخلاقه وسيرته فكان الشيخ الجليل والقائد الإسلامي هانىء بن عروة المرادي قدوة حسنة قدم الغالي والنفيس من أجل ثورة وسفير الإمام الحسين- عليه السلام- بحيث أصبح اليوم أنصار وأصحاب السيد الأستاذ المحقق الصرخي الحسني مصداقًا له في كربلاء الثانية من شهر رمضان المبارك حيث نفس الجهات والحركات السلوكية المارقة المنحرفة ارتكبت القتل والتمثيل والسحل للجثث في الشوارع وما جرى على مسلم بن عقيل وهانىء تجدد مع أصحاب وأنصار السيد المحقق:-
هو هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قماس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي يرجع نسبه إلى بني مراد من قبيلة مَذحِج [4] وكان وجه بني مراد وسيدهم [5] من أشراف الكوفة ومتقدميهم. [6]
كان هانئ سيداً في قومه وقد سجل لنا المسعودي في تاريخه وغيره من المؤرخين ما يشير إلى عظم مكانة الرجل في قومه بأن هانئ بن عروة كان شيخ مراد وزعيمها إذا ركبَ ركبَ معه أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، فإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع. [7] ومع ذلك ترك وحيداً حينما اقتيد من قبل زبانية إبن زياد ولم يستجب دعوته أحد من تلك الجموع الغفيرة. [8]
في الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة وبعد شهادة مسلم بن عقيل أمر عبيد الله بن زياد بضرب عنق هانئ بن عروة فضربه مولى لعبيد الله بن زياد بالسّيف في سوق القصابين بعد أن شدّ كتافا.[28] ولما أخرج ليقتل جعل يقول وا مذحجاه وأين مني مذحج وآ عشيرتاه وأين مني عشيرتي.[29]
وصل خبر شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى الحسين -عليه السلام- وهو في منطقة الثعلبية [34] أو زرود [35] أو القادسية [36] أو القطقطانة [37] فخنقته العبرة، ثمّ قال: اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك إنّك على كل شيء قدير. [38] وفي مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة -رحمهما الله-، يقول عبد الله بن الزبير الأسدي: [39]
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري
إلى هانئ في السوق وإبن عقيل
إلى بطــــل قـــد هشــم السـيــف وجـهـه
وآخـــر يـهـوي من طمـار قتيل
أصــــابــهــمـا أمــر الــلــعيــن فأصـبــحــا
أحاديـث من يسـري بكل سبيل
الحق هو دائم ثابت ومسيطر على الأحداث وخالد في التاريخ الإنساني ويتجدد دائماً وأبدًا مع كل العصور والأزمان وكذلك الحركات السلوكية المارقة المنحرفة تجدد نفسها مع الحق وصاحب الحق ثورة الإمام الحسين-عليه السلام- مستمرة إلى ظهور وإقامة دولة العدل الإلهية العادلة حيث قال الإمام الحسين -عليه السلام- (في هذه الأرض مصرعي ومن هنا يكون الفتح)صدق الإمام الحسين-عليه السلام-.