بقلم : قيس المعاضيدي
أنزل الله -سبحانه وتعالى -كتبه السماوية ،ليرشد الناس إلى طريق الهداية والصلاح ،وأوصلوها وأبلغوها الأنبياء والرسل ،وهؤلاء فقد اختارهم الخالق -جلت قدرته- بأدق المواصفات والتي تتلائم وحمل الرسالة الإلهية ،من الصبر والشجاعة وكل من شأنه تبليغها ، ومهما تكالب الفوض والفتن و تحمل الصعاب والظروف ، فمهما تفرعت الظروف الله -سبحانه وتعالى- متم نوره .وبلحاظ ذلك نرى ونلمس مدى العداء والحقد لمن يتحلى ببعض تلك المواصفات ويجاهد النفس والهوى والشيطان حتى يجعل من نفسه مقتديه بالأنبياء والرسل ، ففي هذا المقام ندعونا نتزود بما يعيننا على التكامل بالأخلاق المحمدية الصالحة العصيّة على الشيطان ومطاياه ،فقد ذكر المفكر الإسلامي المعاصر الصرخي ، في المحاضرة {28} (تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ) إليكم مقتبس منها حيث ، ذكر قائلاً:
((الحوارية التي دارت بين النبي الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله) وإبليس حول أصناف البشر الذين يكرههم إبليس... "ثم قال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): كم أعداؤك من أمتي؟ قال إبليس (لعنة الله على إبليس): عشرون ، طبعًا نحن نلعن إبليس لكن يوجد بعض الناس ، بعض الطوائف، بعض الرموز، بعض الديانات ، بعض التوجهات ، بعض الأفكار، لا ترضى بأن نلعن إبليس ، لا ترضى بأن نحكي على إبليس بسوء ، وستأتي بعض الإشارات إلى هؤلاء ، قال إبليس: عشرون ، أولهم أنت يا محمد فإني أبغضك ، إذًا أول أعداء إبليس هو محمد (صلى الله على محمد وعلى آل محمد)......الثاني:... السابع عشر: حسن الخلق والراضي بالقضاء والمصدّق بما ضمن الله له والمحسن إلى مستورات الأرامل والمستعد للموت.))
.https://www.up-00.com/i/00207/3qrswo3xkx2d.jp إن الاقتداء بالأنبياء و الرسل وكما أسلفنا ثمنه غال ومكلف حيث التضحية بالملذات وزخارف الدنيا وزبرجها .وهذا إن حصل للفرد حتماً ينصب له العداء من طالبي اللهو واللعب على أوتار الملذات والسحت والتجهيل والخرافة والتزييف والاجرام والأنفس المريضة الحاقدة على كل من سلك طريق الخير والله المرشد والسميع والمعين