المحقق الأستاذ:يضرب بصميم المؤسسات الإخبارية المدلسة َو َيزرع التضارب والنفي والاضطرب ومنها شبكة الإمام علي
بقلم مصطفى حداد
إن محاضرات و َدقة الأدلة والثقة العالية و من نفس المصادر التي اعتمد عليها المحقق الأستاذ جعل َوزرع
التضارب والنفي والاضطرب واضح جداً في كل شبكات مؤسسات الإخبارية المدلسة الشيرازية وأمثالهم في كل العصور والأزمان ومنها موقع شبكة الإمام علي -عليه السلام - حول كشف والاخفاء والاعفاء للقبر الشريف
أسباب إخفاء قبر الإمام علي بن أبي طالب-عليه السلام- وطريقة ظهوره.هناك رواية عباسية بامتياز , أرادوا التغطية على هدم قبر الحسين –عليه السلام- وقطع السدرة التي يستظل بها الزوار .. قالوا : قبر الإمام علي كان مخفياً عن الناس 130 سنة وأظهره هارون الرشيد التي كانت عام 170 هـ وحقيقة الأمر أنه ظهر قبل هذا التاريخ .. وسبب اخفاء القبر هناك عدة روايات عن سبب اخفاء القبر منها :
في رواية لأبي نعيم عن الحسين بن الخلال عن جده قال : قلت للحسين بن علي (ع) أين دفنتم عليا؟ قال ” خرجنا به ليلا من منزله حتى مررنا على مسجد الأشعث ثم خرجنا إلى الظهر بجنب الغري من نجف الكوفة فدفناه هناك وعفيا موضع قبره بوصيه منه مخافة دولة بني أمية”.ومن يمثل بعلي فلا يستعظم أن يمثل بقبر الزهراء(ع).
ورواية هارون العباسي أنه اكتشف قبر الإمام علي (ع) دون أبناءه غير دقيقة بامتياز تبين أنها قصة خيالية ..عن عبد الله بن حازم قال: خرجنا مع هارون العباسي من الكوفة نتصيد فصيرنا إلى ناحية الغريين والثوية ، فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها فلجأت الظباء إلى أكمة سقطت عليها فسقطت الصقور من ناحية ورجعت الكلاب عنها فتعجب هارون .. لثلاث مرات تتراجع الكلاب ولا تتقرب الصقور .. ولا ادري ما منع الصقور لأنها من نوع الطيور وهي ليست نجسة ..ا.
فقال هارون أركضوا فمن لقيتموه فأتوني به، فأتيناه بشيخ من بني أسد، فسأله عن الأكمه فقال الشيخ: إن جعلت لي الأمان أخبرتك. قال :لك عهد لا أؤذيك. قال الشيخ: حدثني أبي عن أبائي أنهم كانوا يقولون أن هذه الأكمة قبر علي بن أبي طالب (ع) فنزل هارون وتوضأ وصلى عند الأكمة وجعل يبكي ثم انصرفنا إلى الكوفة. وكون الشيخ الأسدي لم يذكر اسمه هذا يسقط الرواية جملة وتفصيلا .. من هو وكيف نصدق برواية شخص غير معروف أصلا..؟هذه الرواية كاذبة بامتياز .. ما السبب أن يطلب الشيخ الأسدي عهداً بالأمان من القتل ..؟ وفي هذه المنطقة الحيرة وقربها مقبرة الثوية والجميع يدفنون فيها .. إلخ!!. بالمقابل ورد أن الإمام الصادق(ع) سكن فترة من الزمن في الكوفة كما في رجال النجاشي ص 39 وتذكر روايات عديدة أنه أشار إلى القبر قبل مجيْ هارون بفترة..
نذكر الروايات أن الإمام الصادق (ع) زار الكوفة والمناطق القريبة منها: والمصادر التي تذكر أن الصادق(ع) سكن الكوفة فترة من الزمن وأشار للقبر الشريف قبل رواية هارون المشكوك فيها أصلاَ..خاتمة المستدرك للميرزا النوري ج 1 ص 284 قال:
في الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي ج 2 ص 850 قال: وروي عن عبد الله بن عبيد قال: رأيت جعفر بن محمد (ع) وعبد الله بن الحسن بالغري عند قبر أمير المؤمنين(ع) فأذن عبد الله وأقام الصلاة وصلى مع جعفر (ع)، وسمعت جعفرا يقول: هذا قبر أمير المؤمنين (ع).. وهذا يبين أنه تقام عنده الصلاة ويرفع الآذان ….
هناك روايات من طريق جمهور المسلمين ( أي من طرق السنة).عن أبان بن تغلب قال: كنت مع الصادق(ع) فمر بظهر الكوفة فنزل وصلى ركعتين ثم سار قليلا فنزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ثم قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين(ع) قلت: جعلت فداك، الموضعين الذين صليت فيهما ؟ -قال: موضع رأس الحسين، وموضع منبر القائم (ع) وأخبرني الوزير خاتم العلماء نصير الدين محمد بن محمد الطوسي عن والده عن فضل الله الراوندي عن مبارك الخباز قال: قال لي أبو عبد الله(ع) : أسرج البغل والحمار وهو بالحيرة، فركب وركبت حتى دخل الجرف ثم نزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ثم سار قليلا فنزل وصلى ركعتين فسألته عن ذلك فقال: الركعتين الأوليتين موضع قبر أمير المؤمنين(ع)، والركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين(ع) والثالثتين موضع منبر القائم (ع) ..
*عن صفوان الجمال قال: كنت أنا وعامر بن عبد الله عند الصادق(ع): فقال له عامر: إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين دفن بالرحبة. قال: كذبوا.قلت فأين دفن؟- قال: بالغري بين ذكوات بيض. وعن زيد بن طلحة قال: قال لي أبو عبد الله-عليه السلام- وهو بالحيرة: أما تريد ما وعدتك ؟ – قال: قلت بلى، يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين(ع) قال: فركب وركب ابنه إسماعيل وأنا حتى إذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل إسماعيل ونزلت…وعن أبي عبد الله (ع) قال: قبر علي عليه السلام في الغري ما بين صدر نوح ومفرق رأس ادم مما يلي القبلة.
وختاما لا يسعنا إحصاء كل من ذهب للإمام زائراَ قبل رواية هارون من أهل الكوفة ولكن ننقل المصادر فقط (الكافي للشيخ الكليني ج 1 ص 474) رواية عن ابي بصير
2- في الأمالي للشيخ الصدوق ص 469 عن محمد بن علي بن الفضل الكوفي المعروف ابن التبان. وفي نفس المصدر ص477عن احمد بن زياد الهمداني وهناك عشرات المصادر والقصص ولكن لا يؤخذ بها .. لأنهم أرادوا كرامة لهارون العباسي فلم يجدوا أفضل من رواية اكتشاف قبر الإمام علي(ع). .. رواية عن صفوان الجمال قال: خرجت مع الصادق(ع) من المدينة أريد الكوفة فلما وصلنا الحيرة قال صفوان ! قلت: لبيك يا بن رسول الله ! قال تخرج المطايا وجد الطريق إلى الغري، قال صفوان: فلما صرنا إلى الغري، أخرج حبلا دقيقا معه ، ثم تبعد من القائم مغربا خطى خطوات كثيرة ثم مد ذلك الحبل حتى انتهى إلى آخره فوقف، ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخرج منها كفا من تراب فشمه مليا، ثم أقبل يمشي حتى وقف على موضع القبر وضرب بيده إلى التربة فقبض منها قبضة ثم قال ها هنا والله مشهد أمير المؤمنين (ع) ثم خط تخطيطا فقلت: يا بن رسول الله! ما منع الأبرار من أهل بيته من إظهار مشهده قال حذار من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه.
ربما هارون زاره بعد فترة وسجلها التاريخ أنه هو من اكتشفه ..
وهذا ماأكده المحقق الأستاذ من الصعب والمستحيل على الإخبارية المدلسة الشيرازية وأمثالهم في كل العصور والأزمان من إثبات القبر برواية الرشيد العباسي والروايات والأحاديث الصادرة والمنقولة عن أهل بيت النبوة والرسالة-عليهم السلام- إلا بالعودة والتمسك باليقين السابق وهو وجود وصية من الإمام علي-عليه السلام- في الاخفاء والاعفاء للقبر الشريف ابتداءً وبقاءً.