بقلم :قيس المعاضيدي
يعمل الجاهل ليل نهار ولم يغفل لحظة إلا وهو يبحث عن مخرج أو شيء يدافع به عن جهله ، فقد بحث ويبحث في صحارى والوديان الجافة والكهوف والمغارات وهنا تلك المطلحات ذكرتها لاشبهها بعقول الناس .فوجد بيئة يسرح فيها الجهل ويمرح وما لذ وطاب من البدع والظلال حيث عالمهم أجهلهم فهو من يشرعن جهلهم ويحميه .فأخذ الجاهل يتفنن بإيجاد مصطلحات ويقلبها كيف شاء ليقنع المقابل مهما كان وقد يستخدم القوة إذا اقتضى الأمر .سبحان الله هذا يوجد في عصور لم تخلوا من العلم وهي حجة الله -سبحانه وتعالى- ولكن العجب كل العجب بمن يعرف الجهل ويتبعه !!! وإليكم ما يفيد بالمقام :
حيث ذكر المهندس الصرخي في بحثه [ الـقَـبْـر...وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء...هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ] وهنا المفهوم ينطبق جميع المصاديق التي ذكرها المهندس الصرخي ،إليكم مقتبس من بحثه باحثاً ومحققاً في الروايات التي عمل المدلسون على تحريفها بما يريدون !!حيث ذكر قائلاً:
(( [[19] الرّحْبَة]....[[20] الرّيّ]
[ الـقَـبْـر...وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء...هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ]
[[19] الرّحْبَة]
قَالَ: {إنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَ ابْنَهُ الْحَسَنَ(عَلَيْهِمَا السَّلام) أَنْ يَحْفِرَ لَهُ أَرْبَعَةَ قُبُورٍ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ فِي "الْمَسْجِد" وَفِي "الرّحبَة" وَفِي "الْغَرِيِّ" وَفِي "دَارِ جَعْدَةَ" وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا أَنْ لَا يَعْلَمَ أَحَدٌ مِنْ أَعْدَائِهِ مَوْضِعَ قَبْرِهِ}[فَرْحَة الغَرِيّ]
بـ ـ مِن مَعَانِي "الرّحبَة": الأرْض الوَاسِعَة، رَحبَة المَسْجِد، رَحبَة الدّار، صَحْرَاء بَيْنَ أَفْنِيَةِ القَوْم وَالـمَسْجِد، مَحَلَّة بالكُوفَة، مَوْضِع بِبَغْدَادَ، رَحْبَة مَالِك على الفُراتِ، قَرْيَة بِدِمَشْقَ، محَلَّة بِدِمَشْق، قَرْيَة بِاليَمَامَة، صَحْراء بِاليَمَامَة، مَوْضِع بِالبَادِيَة، وَادِي الثَّلَبُوتِ، وَادٍ قُرْبَ صَنْعَاءَ، ناحِيَة بَيْنَ المَدينةِ والشَّامِ، مَوْضِع بِنَاحِيَةِ اللّجَاة، بِئْر فِي مَكَّةَ، قَرْيَة حِذاءَ القادِسِيَّة} [انظر:القاموس المحيط، لسان العرب، الغني، الوسيط]
جـ ـ يُمْكِنُ لِلْقَصَّاصِينَ(الرَّوْزَخونِيّة) المُدَلِّسَة الاسْتِفَادَةُ مِن تَعَدّدِ مَعَانِي الرّحبَة لِدَفْعِ اِضْطِرَاب الرِّوَايَة، وَكَذَا الاسْتِفَادَة مِن تَعَدّدِ المَسَاجِد سَوَاء فِي الكُوفَة أوْ فِي غَيْرِهَا، إضَافَةً لِمَلَايِين القبُورِ المُحْتَمَلَة فِي أرْضِ الغَرِيّ الوَاسِعَة!! وَتَبْقَى يَقِينِيّةُ إخْفَاءِ القَبْرِ وَإعْفَائِه صَامِدَةً أمَامَ كُلِّ أكْذُوبَةٍ وَتَدْلِيس))
وأخيراً نقول : لو كان المجتمع مثقف ومن لم يكن لديه يستعين بمعلومة غيره للخلاص من الجهال وسمومهم الخرافية وتزييفهم .لما تسيّد الجاهل على رقاب الناس وسلب عقولهم !!. فإن الجاهل يخاف أشد مايخاف من صاحب العلم ،لأنه يعلم جيداً بأن العالم عنده لكل معضلة حل ولم يترك ركن مظلم إلا ويملئه نوراً ، فماذا يبقى للجاهل صاحب الزوايا المظلمة ؟!
youtube.com/c/Alsarkhyalhasny
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany