بقلم : قيس المعاضيدي
تمر المعلومة في بعض المجتمعات وخاصة الإسلامية كالبرق والناقل ثقة مهما كان ، ومن يسأل (من جاءك بتلك يقولون السيد أو الملة قال هل تشكك بكلامه ) فينظر يميناً وشمالاً فيرى القوم صرعى بتلك المعلومة فلا أحد ينصره فيما سأل .فيسكت مرغم .ومن أراد الصمود فليتوقع كل شيء .كل ذلك في سبيل سيطرة الجهل حيث جميع الامكانيات رهن إشارته ومن عارض ذلك فيضعونه في زنزانة مظلمة ومكبل بالسلاسل وتحت المراقبة ويدفع له السم !!
في سياق هذا الكلام ذكر المهندس الصرخي في بحثه : [ الـقَـبْـر...وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء...هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ] إليكم مقتبس منه ليجيب ويحقق في كيفية أخذ الروايات من المقربين من المشاهير مسلّمة فتدلس . حيث ذكر قائلاً :
(([ [20] الرّيّ]
فِي "فَرْحَة الغَرِيّ" قَالَ ابْنُ طَاوُوس:{قَرَأْتُ بِخَطِّ السَّيِّدِ الشَّرِيفِ أَبِي يَعْلَى الْجَعْفَرِيِّ صِهْرِ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ فِي كِتَابِهِ مَا صُورَتُهُ وَرَوَى أَصْحَابُنَا عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ(عَلَيْه السَّلَام) أَنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْه السَّلَام) فَقَالَ بَعْضُهُمْ بِـ "الرَّحَبَةِ" وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِـ "الرَّيِّ" فَكَتَبَ زُرْهُ بِـ "الْغَرِيِّ"}
1ـ إلَى زَمَنِ الإمَامِ أَبِي الحَسَن[الكَاظِم أوْ الرِّضَا بَل الهَادِي(عَلَيْهم السَّلام)] أجْمَعَ الشِّيعَةُ عَلَى نَفْيِ وُجُودِ القَبْرِ فِي الغَرِيّ أو الغَرِيَّيْنِ أو النَّجَف!! فقد انْقَسَمَ الشِّيعَةُ فِي وُجُودِ القَبْرِ بَيْنَ الكُوفَة وَطَهْرَان، بين "الرّحبَة" وَ "الرّيّ"، قال:{إنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا....فَقَالَ بَعْضُهُمْ بِـ"الرَّحْبَة" وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِـ"الرَّيّ"}!![فَرْحَة الغَرِيّ]
2ـ قَالَ: {قَرَأْتُ بِخَطِّ السَّيِّدِ الشَّرِيفِ أَبِي يَعْلَى}؟! أبُو يَعْلَى(صِهْر المُفِيد) تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَة(450هـ) أو فِي سَنَة(463هـ)، وَقَد تُوُفِّيَ ابْنُ طَاووس سَنَة(693هـ)، فَكَيْفَ وَصَلَ إلَيْه كِتَابُ أبِي يَعْلَى؟ وَكَيْفَ عَلِمَ أنَّهُ بِخَطِّه؟!
3ـ قَالَ النَّجَاشِي وَالخُوئِي{الجَعْفَرِيّ أبو يَعْلَى...لَهُ كُتُب}، وَقَد ذَكَرُوا لَه العَدِيدَ مِن الكُتُبِ، لَكِن ابْنُ طَاوُوس لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ الكِتَابِ الَّذِي قَرَأه!! قال{قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي يَعْلَى فِي كِتَابِهِ مَا صُورَتُهُ...}!!
في المجتمع الذي يسود فيه التبجيل والتقديس المبالغ فيه ،ينمو فيه الجهل والبدع بسرعة ،لأنهم يفتقرون للعلم فيتشبثون بأي معلومة بلا فحص ولا نظر فيفسح الطريق واسعاً والباب على مصراعيه أمام الخرافة والتزييف وحدث بلاحرج . اللهم أعذنا من السآمة والكسل والفترة . اللهم آمين .
youtube.com/c/Alsarkhyalhasny
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany