بقلم : قيس المعاضيدي
الاهتمام الإلهي بالإسلام لم يأتِ بالسهل ،وإنما جهد كبيراً حيث حورب الأنبياء والرسل ونصب لهم العداء والتهميش والقتل المعنوي والتسقيط .لكن الله- سبحانه وتعالى- أنزل الرسالة وهو حافظها ، حيث بلّغ به ما في السموات والأرض .،ولم يبقَ أحد لم تصله تلك الحجة ،وهذا اللطف الإلهي حيث اختارله الباري-عز وجل- أناس انتخبهم من أفضل خلقه وأعلمهم وأشجعهم و أصبرهم وهم من ألطافه تلكم هم الأنبياء والرسل .وعظم الرسالة وأهميتها لحياة الناس لتمتد وتحفظ ويذكربها في عصر وزمان اختار الباري- جلت قدرته أوصياء بعد الأنبياء وهم الأمناء .وبلغ الخالق- عز وجل- الناس عن طريق النبي كما في بيعة الغدير كما جاء في قوله تعالى :
(۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)المائدة (67) . فماهي الرسالة ومن هو الإمام علي- عليه السلام- وماهذا الاهتمام الإلهي ؟ أجاب الأستاذ الصرخي الحسني في أحد بحوثه مجيباً على ذلك . إليكم مقتبس من بحثه حيث ذكر قائلاً :
((الإمام عليّ-عليه السلام- من مصاديق الذين يكون حبّهم إيمانًا وبغضهم كفرًا، فقد أحبّه الله كما أحبّ اللهُ رسولَه الكريم-عليه وعلى آله الصّلاة والتّسليم-، وأمرَ اللهُ تعالى وعلى لسان رسوله-صلى الله عليه وآله وسلّم-، بحبِّه، وجعلَ حبَّه علامةَ الإيمان وبغضَه علامة النّفاق، فصارَ قسيمًا بين الإيمان والنّفاق، فيكون قسيمًا بين الجنّة والنّار، فالمؤمن الصّالح التّقي المحبّ لعليّ-عليه السّلام- يدخل الجنّة، والمنافق المبغض لعليّ يدخل النّار وإنْ صام وإنْ صلّى وإنْ حجّ وإنْ زكّى وإنْ جاهد وإنْ ضحّى!!! إنَّه أمرٌ وقانونٌ إلهيٌّ على لسان الّذي لا ينطق عن الهوى النّبيّ الصّادق الأمين-عليه وعلى آله وصحبه الصّلوات
والتّسليم-.)).https://g.top4top.io/p_2033n9h1r3.png