بقلم : مهند الساعدي
رغم كل النعم التي أنزلها الباري -عز وجل- يتمنى البعض مرتبة أسفل سافلين !! وأدنى الأشياء ورذائل الأخلاق .ورغم ذلك هم مخيّرين فلاجبر ولاتفويض . ورغم كل ذلك نلاحظ العصيان والتجري والتسويف والتزييف والتآمر والبدع والخرافة وعبادة العجل والدينار والدرهم والجهال والطغاة !!! .فتذكر الكتب السماوية كم عانى الأنبياء والرسل من الجهال والمتآمرين .فما من نبي مرسل إلا وحاربوه وطلبوا منه أن يرسل لهم ملكاً عليهم غيره !!! ورغم ذلك أرسل لهم الحكام تنزلاً من الخالق -جلت قدرته- ليكلمهم حسب عقولهم لأنه روؤف رحيم وكل ذلك لخيرهم وصلاحهم وهو غني عنهم .وفي هذا المقام كتب المهندس الصرخي في بحثه :
1ـ [عَلِيٌّ وَعُمَر(عَلَيْهِمَا السَّلَام)..إمَامَةُ نُبُوَّةٍ وَمُلْكٍ(قَضَاءٍ وَحُكْم)..طُولًا (أو عَرْضًا)] ، متسائلاً :
لِمَاذَا لَم يَطلُبِ المَلَأُ مِن النَّبِيّ ِ مُوسَى أَن يَكُونَ مَلِكًا عَلَيْهِم؟! حيث ذكر قائلاً:
((جَاءَ فِي كِتَابِ اللهِ العَزِيز: {أَلَمۡ تَـرَ إِلَى [ٱلۡمَلَإِ] مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ...[مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ]...إِذۡ قَالُواْ لِــ [نَبِيّٖ لَّهُمُ] ٱبۡعَثۡ لَنَا [مَلِكًا]}.....{قَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ [إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكًا]...[إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ]...[وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُ مَن يَشَآءُ]}[البقرة(246ـ 247)]
أـ الكَلَامُ عَن الإمَامَةِ(الخِلَافَةِ) الإلَهِيَّة وَليْسَ عَن إمَامَةِ القَهْرِ والجَبْرِ وَالمُلْكِ العَضُوض.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): «أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ مُلْكٌ عَضُوضٌ، ثُمَّ تَصِيرُ جَبْرِيَّةً وَعَبَثًا»[الفِتَن لِنعيم بن حماد]
بـ ـ يَتَّضِحُ مِن النَّصِّ القُرْآنِيّ؛ إنَّ "الإمَامَةَ الإِلَهِيَّة" الَّتِي تَحَمَّلَهَا مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) تَشْـتَـمِلُ "النّبُوّة" وَ "المُلْك"
جـ ـ مِن بَعۡدِ مُوسَىٰٓ قَـد تَفَرَّعَت (أو انْقَسَمَت) الإِمَامَةُ إِلَى: إمَامَةِ نُبُوَّةٍ(قَضَاء، تَشْرِيع، عِلْم)، وَإمَامَةِ مُلْكٍ(حُكْم، إِمَارَة، نِظَام)
دـ لِمَاذَا لَم يَتَصَدَّ النَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ لِلْمُلْكِ وَالحُكْمِ بِنَفْسِهِ؟!
. لِمَاذَا لَم يَطلُبِ المَلَأُ مِن النَّبِيِّ(عَلَيْهِ السَّلَام) أَن يَكُونَ مَلِكًا عَلَيْهِم؟!
. لِمَاذَا طَلَبَ المَلَأُ مِن النَّبِيِّ أَن يَجْعَلَ لَهُم مَلِكًا؟!
. هَل القُصُورُ فِي النَّبِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَام)؟! أو إنَّ القُصُورَ وَالتَّقْصِيرَ فِي المَلَإ، السَّادَةِ المَشَايِخِ الكُبَرَاء، وَالمُجْتَمَعِ مِن بَنِي إِسْرَائِيل؟!
. بِغَضِّ النَّظَرِ عَن الإِجَابَةِ، فَإنَّ النَّتِيجَةَ وَاحِدَةٌ، حَيْثُ صَارَ المُلْكُ وَالحُكْمُ والسّلْطَةُ لِغَـيْـرِ النَّبِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)
هـ ـ ....))
الله -سبحانه وتعالى- رحيم ولطيف بالعباد ،وهو أحن عليهم من الأم على ولدها . فإذا أراد أن يهلك قوماً فإنه قادر على ذلك بلمح البصر ليجعلم كعصف مأكول أو كأعجاز نخل خاوية ، فأنزل لهم الخيرات واللطائف وقبل ذلك العقول ليكرمهم ويفضلهم على باقي مخلوقاته، وماعليهم إلا معرفة الحق والذي فيه خيرهم وصلاحهم .
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
youtube.com/c/alsarkhyalhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany
youtube.com/c/Alsarkhyalhasny