اخر الاخبار

الثلاثاء , 9 ديسمبر , 2014



حروف ممنوعة _ هشام حسن

سميرة الصاروخ (+18)

قصص ساخرة
..........
...........

كان يوم جمعة قبل الصلاة بساعتين و بينما أمسكت مصحفى لقراءة سورة الكهف أقبلت حرمنا المصون و بصوت هادئ – يثير الشكوك – قالت
.... فى موضوع مهم عن البنت عايزه أكلمك فيه
.... خير
.... محتاجه درس فى الماث، أولى ثانوى منهجها صعب و أنا معدتش قادره أذاكر معاها
.... إنت عارفه رأيى، مش بحب البنت تروح فى حته معرفهاش
.... لا هى مش حتروح فى حته، معاها مجموعة من أربع بنات حيجوا هنا و يأخذوا الدرس هنا
.... و مين حيديهم الدرس
.... الأستاذه سميرة، دى بيسموها صاروخ الماث، شاطره أوى و بتأسس البنات صح
.... خلاص على بركة الله مفبش مانع، و ده حيكون إمتى ؟
.... هى قالت كل يوم إثنين من 6 ل 8
.... ربنا ينفع بيها و يكتب النجاح

بعد شهرين كنت أستعد ذات إثنين لمغادرة المنزل لمشوار مسائى و بمجرد أن فتحت الباب وجدت شابة توشك أن تقرع الجرس، كان من الواضح أنها فى شهر حملها الأخير من فستانها الواسع الذى لم يخفى حجم بطنها
قالت
.... مساء الخير أنا سميرة المدرسة
.... أهلا و سهلا تفضلى يا مدام، معلش تاعبين حضرتك
.... آنسة من فضلك
.... آنسة !!
.... ايوه، فى حاجه
.... معلشى أعذرينى، بس إفتكرت حضرتك حامل
.... أيوه حامل و علشان كده بجرى مع البنات شوية علشان معطلهمش لما البيبى يجى
صمت للحظة قبل أن أصيح
.... لا حول و لا قوة إلا بالله، و مين إبن الحرام اللى عمل كده يا بنتى
.... فى إيه يا أستاذ، مفيش إبن حرام و لا حاجه، بعدين حضرتك بتتدخل ليه فى حياتى الشخصية، مالك إنت أنا حامل و لا مش حامل، ممكن أدخل علشان أدى البنات الحصة
.... نعم يا ختى، إيه دا اللى مالى، إنت مش بتدى بنتى درس
.... و هو دا يسمحلك تتدخل فى خصوصياتى؟ إنت ليك عندى بنتك تفهم و تنجح
قلت و أنا أكاد أنفجر
.... بقولك إيه، مش عايزين دروس، إتفضلى حضرتك
.... إنت متخلف
و إستدارت و غادرت
دخلت إلى الشقة و أنا أصرخ بعلو صوتى
.... يا ست هانم
جاءت زوجتى مهرولة و قالت
.... خير فى إيه
.... خير ؟ و حيجى منين الخير؟ إنتى شفتى مدرسة البنت؟
.... آه
.... تعرفى إنها حامل
.... أيوه
.... تعرفى إنها مش متجوزة
.... و أنا حعرف منين ؟
.... إندهيلى بنتك حالا
جاءت إبنتى و أنا أحاول السيطرة على أعصابى و أحاول أن أنتقى الكلمات التى تناسب سنها فقلت
.... هى مس سميرة حامل مش كده
.... ايوه يا بابا
.... بس شكلها صغير، إتجوزت صغيرة الظاهر
.... لا دى مش متجوزة
قلت و أنا احس أننى سيغمى على
.... و إنتى عرفتى منين
.... اصل البنات بيتكلموا و بيقولوا متجوزة عرفى و فى بنات بيقولوا مش متجوزة بس مرتبطة بواحد اللى هو بابا البيبى
صرخت
.... إيه يا بنت قلة الأدب دى إنتم إزاى تتكلموا فى السفاله دى، إتفضلى على أوضتك، و أنا من الصبح رايح المدرسة أخرب بيت أبوهم
...........
.......
لم أنم ليلتى و رأسى يكاد ينفجر، كنت فى المدرسة فى الصباح و طلبت مقابلة المديرة فقادتى إحداهن إلى غرفتها، قلت
..... السلام عليكم
...... أهلا صباح الخير
.... أنا جاى أشتكى مدرسه عندكم
.... آه أكيد سامية ... اللى بتخوف البنات و تجبرهم على الحجاب .. إطمن أنا حولتها للتحقيق
.... لا حضرتك مش ساميه ، أنا عا..
... آه أكيد حنان اللى بتحرض البنات على الكلام فى السياسة .. إطمن أنا حولتها للتحقيق
.... يا فندم لأ، الموضوع إنه ..
.... خلاص خلاص أكيد بتبلغ عن سهير اللى راحت بيت البنتين اللى أبوهم مسجون و إديتهم فلوس ... إطمن أنا حولتها للتحقيق
زعقت بأعلى صوتى
.... يا فندم إسمعى أرجوكى أنا جاى أشتكى مس سميرة
.... معقول ! ليه دى مدرسة ممتازة و أحسن واحده عندى
.... حضرتك عارفه إنها حامل ؟
... أيوه أيوه ... إدعيلها أحسن دى رجليها مورمه و على آخرها، بس ما تقلقش هيا مش مقصرة مع البنات
.... مورمة إيه و أدعيلها إيه، فى مشكلة كبيرة حضرتك أكيد ما تعرفيهاش، دى مش متجوزة
.... طيب و ده علاقتى بيه إيه؟ هى حرة؟ إحنا يهمنا شغلها و هى ممتازة، غير كده دى حياتها
.... حرة ! دا البنات بيتكلموا كلام منيل و حضرتك موافقه على المسخره دى؟
.... يا استاذ إحترم المكان ما يصحش، بعدين ربنا هو اللى بيحاسب الناس مش إحنا
.... يا سلااااااام ! و بتتكلمى على الإحترام كمان، أنا حشتكيكى فى المنطقة
.... إشتكى ما إنت شكلك من الجماعة إياهم

خرجت منفعلاا و توجهت إلى المنطقة التعليمية و طلبت مقابلة مدير المنطقة فقادونى إلى غرفته، الحمد لله هو رجل قارب الستين و يبدو عليه الوقار، لابد أنه سيصعق مما سأرويه
قلت
.... أنا بنتى فى مدرسة أم الأشراف و المدرسة فيها كارثة
.... ما تقلقش حضرتك أنا عرفت و بتصرف
..... الحمد لله دا أنا كنت حتجنن
.... لا إطمن الثلاثة مش حيخشوا مدارس تانى
.... ثلاثه مين؟
.... سامية و حنان و سهير
.... يا سيدى لأ، فى مدرسة هناك إسمها سميرة، مش متجوزه و حامل و المديرة عارفه و ما عملتش حاجه
.... طيب و عايزها تعمل إيه، إحنا فى دولة تحترم الدستور و القانون، الدستور يحمى الحرية الشخصية للناس
.... يعنى المدرسة حرة تمشى فى الحرام لكن مش حرة تتكلم عن الحجاب أو السياسة أو تتبرع بفلوس لطالبة أبوها مسجون
.... يا استاذ ربنا هو اللى بيحاسب الناس على الحلال و الحرام إحنا حنتدخل فى مشيئة ربنا، بعدين إنت منهم و لا إيه
.... من مين؟
.... من اللى ما يتسموش
.... يا سيدى أنا مش من حد، أنا خايف على بنتى و بنات الناس
.... يا أستاذ مفيش قانون يمنع المدرسة تعيش حياتها الخاصة، هى مش بتعمل حاجه غلط فى المدرسة و ده المهم
.... أنا حرفع الموضوع للوزير و مش ساكت
فى اليوم التالى توجهت إلى الوزارة و حاولت مقابلة الوزير، لم أتمكن فأخذت أزعق بعلو صوتى و جاء رجال الأمن و حاولوا إخراجى بالقوة، قاومت فقادونى إلى قسم الشرطة
مالنا و للتفاصيل، أنتم تعرفون ما يحدث، تم الحكم على بتهمة الإنتماء للجماعة إياهم و الترويج لأفكار تكفيرية و ترويع المواطنين الشرفاء بناء على شهادة سميره صاروخ و مديرتها و وكيل وزارتها
صاروخ حامل الآن للمرة الثالثة و ربما أخرج أنا فى اليوم الذى يصادف عيد ميلاد إبن الحرام الثامن
... هكذا تجرى الأمور.!


القراء 1962

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net