حروف ممنوعة _ هشام حسن
((قفا نبك من ذكرى آخر أسهمى))
........
.....
..
(فى يوم من الأيام)
رن جرس الهاتف
……. سلام عليكم
……. وعليكم السلام أهلا يا خالى
…. أيوه إزيك .... إسمع أنا عايز أقول لك شئ مهم جدا
.... خير
…. شوف يا سيدى غدا سيتم طرح أسهم شركة ( مشروعنا الكبير ) للإكتتاب والشركة لا يوجد لها مثيل بالشرق الأوسط
…. عظيم
….. الشركة متوقع لها نجاح باهر وأسهمها ممكن يتضاعف سعرها خمس مرات خلال سنتين على الأكثر ولهذا أقترح عليك أنك تشترى أسهمها لكن بسرعة لأنه من المتوقع أن يكون هناك إقبال كبير جدا
….. شكرا يا خالى شكرا
أخذت أتناقش مع زوجتى وقررنا شراء ما تسمح به إمكانياتنا ، وأحسست بالامتنان الشديد لحكومتنا الرشيدة التى تتيح لنا الاستثمار المضمون فى شركات وطننا الحبيب
فى اليوم التالى تدافعت وسط المواطنين الشرفاء أمام البنك للحصول على الأسهم
كانت صالة البنك شديدة الازدحام والطابور طويل جدا والجو شديد الحرارة
كل 10 دقائق يتعالى الزعيق من الموظف المختص ويقوم بغلق الشباك فى وجوهنا صائحا
…. أنتم ما تستاهلوش الواحد يشتغلكم
يتدخل أولاد الحلال لإقناعه بالعفو عنا والعودة إلى الشباك
تشرفت بالمثول فى حضرة جناب الموظف بعد 4 ساعات فقط من وقوفى فى الطابور
….. لو سمحت عايز أكتتب فى أسهم شركة مشروعنا الكبير
…… طيب معاك صوره للبطاقة
…… لا
….. إمال واقف فى الطابور بتعمل إيه لازم صورة البطاقة
خرجت من الطابور وسألت عن ماكينة تصوير فأفاد أحد السادة الفراشين بأنها تخص أعمال البنك فقط ودلني على مكان كشك ( أم بدرية ) لأصور البطاقة
عبرت الشارع أمام البنك جريا مستقبلا سباب صاحب ميكروباص _كاد أن يلهفنى _ بروح متسامحة
عدت إلى البنك وتوجهت مباشرة إلى الشباك را فعا يدى للواقفين وصائحا
….. كنت بصور البطاقة
عدت إلى السيد الموظف الكريم وقدمت إليه صورة البطاقة نظر إلى الورقة بقرف وقال
…. هات دمغه ب 45 قرش
… دمغة !!! أجيبها منين
…. اسأل الفراش
خرجت من الطابور وبحثت عن السيد الفراش ، وجدته وسألته عن دمغه ب 45 قرش ناولنى إياها، أعطيته ملطوش فقال
….كمان ملطوش
…. مش ثمنها 45 قرش
… لا هى هنا بملطوشين
…. طيب طيب
ناولته ملطوشا شاكرا عطفه وكرمه
عدت إلى الشباك وأخذ الموظف يستجوبنى ويسجل إجاباتى فى نموذج معد لذلك
قمت بالتوقيع على ست إقرارات ( وش وظهر ) بأنى موافق وعلى أتم استعداد أروح فى ستين داهية لو فيه كلمه واحدة من اعترافاتي ( أقصد بياناتي ) غلط ، وأننى مصرى ومن أب وأم مصريين إلى رابع جد
طلبت الاكتتاب فى 10000 سهم وأفاد الموظف بأنه على دفع القسط الأول 25% من القيمة الأسمية للسهم وهى 10 ملطوش
وقفت فى طابور أخر للدفع
مددت يدى للموظف ب 25000 ملطوش فقال
…. 25780 ملطوش
… مش 25% من 100000 تبقى 25000
… 780 رسوم إصدار واكتتاب وحفظ
…. حاضر حاضر وإمتى حندفع باقى الأقساط
… لسه ما نعرفش بينزل إعلان فى الجرايد
أخيرا وبعد 7 ساعات أمسكت السند بيدى ورجعت إلى المنزل منتشيا بكون مدخراتى تسرى فى أوردة الاقتصاد الوطنى الحبيب
((بعد ثلاثة أشهر))
غادرت أرض الوطن للعمل بالخارج وأوصيت أخى فى مصر بمتابعة الجرائد لكى أدفع باقى الأقساط
((بعد ستة أشهر ))
رن جرس الموبايل وظهر إسم أخى
….. الوووووو
….. أيوه فى إعلان نزل عن سداد القسط الثانى خلال 4 أيام
… خلاص حبعتلك حوالة سريعة بكره إن شاء الله
فى اليوم التالى حولت مبلغ 25000 ملطوش لأخى
بعدها بيوم رن جرس الهاتف
…. الوووووووو
…. أيوه أنا رحت البنك علشان أدفع بس ما رضيوش عايزين توكيل بإسمى بإيداع القسط الثانى
…. طيب حروح السفارة أعمله وأبعته بكره
قضيت اليوم التالى بكامله فى السفارة – فهى ككل سفاراتنا تتميز بسرعة صاروخية فى إنجاز معاملات المواطنين - ودفعت 160 ملطوش للتصديق على التوكيل + 120 ملطوش لإرساله بالبريد الدولى السريع كما تم خصم 385 ملطوش من راتبى لأنى أخذت اليوم أجازه بالخصم
بعد 3 أيام اتصلت بأخى
…. ألوووو ها دفعت القسط
…. أيوه
….. الحمد لله
… بس دفعت 413 ملطوش زيادة غرامة تأخير
… مش مهم المهم المشروع يقف على رجليه
((بعد أربعة أشهر))
رن جرس الموبايل
…. الووووووو
… أيوه أعلنوا عن القسط الثالث
…. خلاص حبعتلك الفلوس بكره والتوكيل معاك مش كده
…. أيوه معايا أصل التوكيل إبعت الفلوس بس
فى اليوم التالى أرسلت 25000 ملطوش
فى اليوم التالى رن جرس الموبايل
….. الوووووو
…. أيوه التوكيل منفعش
…. ليه
…. لأنه مكتوب القسط التانى وده القسط الثالث
…. خلاص حبعتلك واحد تانى
فى اليوم التالى ذهبت للسفارة ودفعت نفس تكاليف التوكيل الأول مضافا اليها 500 ملطوش غرامة سرعة زائدة بسيارتى وأنا أحاول اللحاق بمكتب البريد لأرسله
بعد 3 أيام اتصلت بأخى
…. الوووووو ها دفعت القسط
…. الحمد لله
…. وطبعا دفعت ال 413 ملطوش غرامه
….. لا دفعت 584 أصلهم زودوا الغرامة
…. مش مهم المهم المشروع يقف على رجليه
(( بعد سنه))
كنت فى أجازه وذهبت للبنك للسؤال عن المشروع
قال الموظف منعرفش حاجه
((بعد سنه))
كنت فى أجازه وذهبت للبنك للسؤال عن المشروع
قال الموظف منعرفش حاجه
((بعد سنه))
كنت فى أجازه وذهبت للبنك للسؤال عن المشروع
قال الموظف منعرفش حاجه
((بعد سنه))
كنت فى أجازه وذهبت للبنك للسؤال عن المشروع
قال الموظف منعرفش حاجه
((بعد سنه))
رن جرس التليفون
…. الووووووو
…. أيوه نزلوا إعلان عن المشروع
…. بجد !! خلاص حبعتلك القسط الرابع
….. لأ مش عايزين القسط الرابع دول حيردوا للناس فلوسها
…. يا نهار إسود !!!!!! ليه ؟؟؟
…. محدش عارف المهم إبعتلى توكيل علشان الإجراءات
….حاااضر
أرسلت التوكيل بنفس التكاليف ماعدا خصم يوم الغياب أصبح 475 ملطوش
بعد أسبوعين اتصلت بأخى
….. الووووووو ... ها أخذت الفلوس
…. لا هما أودعوها فى البنك المركزى لصالح مستثمرى الشركة لازم تبعتلى توكيل باسم البنك المركزى
…… مش حبعت زفت خليهم لحد أما أنزل
((بعد ستة أشهر))
ذهبت إلى البنك ودخت لمدة إسبوع حتى وصلت أخيرا إلى شباك الخزينة لقبض المبلغ
تسلمت 69207 ملطوش
…. إيه ده أنا دافع 75000 ملطوش
…. قيمة المصاريف والعمولات والضريبة ومصاريف حفظ بالبنك وإستشارات قانونية
…. شكرا
خرجت إلى سيارتى وجلست على المقعد وتناولت الجريدة التى اشتريتها هذا الصباح
على الصفحة الأولى كانت صورته هناك بابتسامته العذبة مطالبا أحباء الوطن بالتبرع لصندوق (تحية لأم حسين)
و ………. سنظل نحبك يا وطن .!