بقلم : احمد الملا عندما تكون دعوات التجهيل مشرعنة والحث على الجهل قد تلبس بلباس الواجب الشرعي فإن الجهل يشرع أبوابه ليستقبل جموع الذين علت على قلوبهم الأقفال وتغتصب العقول بحجة المكتوب والمنقول فتتسيد البدع والإنحرافات وتحارب الفضائل والكرامات، فتصبح البدعة سنة والسنة بدعة وتنقلب الموازين الشرعية والنتيجة يسود التكفير الداعي للقتل وسفك الدماء والتهجير، وهذا الكلام ليس ضرباً من الخيال ولا ادعاء أو احتيال بل هو واقع مفروض وفي كتب أئمة التكفير وأهل البدع مسطور... ومن أمثلة هذه الحقائق التي لا ينكرها إلا منافق، إعطاء الشرعية لأهل الإنحرافات والضلال وسلب الكرامة والفضيلة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى، فيكون إتباع المنحرفين وتقديسهم هو المنجي !! وإتباع أئمة الحق ابتداع !! فيقدس من عاش ومات على الرقص والطرب وشرب الخمور تحت عنوان شرب الخمر معصية يمكن مغفرتها بعد توبة صاحبها، ويحارب من يدعو للحق وأهله وإلى الخلق الرفيع والسنة النبوية المطهرة الحقة بحجة هذا ابتداع وإنحراف ؟! وهذا قمة التدليس والتحريف وقلب الموازين الشرعية وغاية الإبتداع... لكن مع هذا الفرض المحال لو سلمنا بصحة تلك الدعوة الباطلة جزماً هذا لو ثبت إن شارب الخمر قد مات وهو على توبة نصوح لكن كيف يقدس من عاش ومات وهو يشرب الخمر ويلهو بالرقص والطرب ؟ هل يمكن أن يكون هذا السلطان أو الأمير أو الخليفة مقدساً ويمثل الإسلام ويعتبر خطاً أحمراً لا يمكن المساس به ولو بنفخة هواء من فم أحد الناقدين ؟... هنا نسأل التيمية وأئمتهم وشيوخهم عن السلطان والخليفة والإمام المقدس عندهم خوارزم شاه لماذا هذا التقديس وهو قد مات على الشرب والخمر ؟ وهو أنموذجاً من بين عشرات ممن يقدسهم التيمية التكفيريون، فهذا ابن العبري يذكر جانب من سيرة حياة أحد سلاطين التيمية وأئمتهم المقدسين بقوله ((... أرسل (خوارَزْم) رسولًا إلى الخليفة، وآخر إلى الملك الأشرف، ورسولًا إلى السلطان علاء الدين صاحب الروم، يستجيشُهم ويُعلِمُهم كَثرةَ عساكرِ التَّتار وحِدّةَ شوكتِهم وشدّةَ نِكايَتِهم، وأنّه إذا ارتفع هو مِن البَيْن (البِين) يعجِزون عن مقاومتِهم، وأنه كَسَدِّ الإسكندر يمنعُهم عنهم، فالرأي أن يساعدَه كلٌّ منهم بفوج مِن عسكرِه، ليرتبِط بذلك جأشُ أصحابه ويَحجِم بهم العدوّ عن البلاد فيُحجَم، قال: مِن هذا النوع وأكثر، واستصْرَخَهم فلم يُصرِخوه، واستغاثهم فلم يُغِيثوه، فشَتّى بأرمية وأشْتَوا. جـ ـ وفي الربيع توجّه إلى نواحي ديار بكر، وصار يُزجي أوقاته بالتمتّع واللهو والشراب والطرب، كأنّه يودّع الدنيا ومُلكَها الفاني...))!!!... وهنا نذكر تعليق المرجع المحقق الصرخي على هذا المورد من تاريخ ابن العبري خلال المحاضرة الثامنة والأربعون من بحث " وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الخرافي الأسطوري" حيث قال : {{... هذا هو منهج السلاطين مِن بني أمية، نزولًا، وهم أئمة ابن تيمية، توديع الدنيا عندهم يكون بالخمور واللهو والشراب والطرب، وبلحاظ يكون لهم الحق، لأنّهم سيذهبون إلى نار جهنم وبئس المصير!!! فأين يجدون مِن هذا في ذلك المكان؟!! فهم في يأس!!!] [التفتْ: هذا هو واقع حال السلاطين الخلفاء أئمة المسلمين واُمراء المؤمنين!!! فهنيئًا للمارقة أبناء التيمية بهم!!! وحشرهم الله معهم في اقتران لا يفترقان!!! اللهم آمين يا ربَّ العالمين، ولا أدري لماذا التزييف والتدليس بتسميتها بالدول والحكومات الإسلاميّة وهي في حقيقتها وواقعها علمانيّة وأكثر انفتاحًا وإباحيّةً وعِلمانيةً مِن العلمانيّة نفسها؟!! فمَن منكم شاهد أو سمع خبرًا يقينيًّا عن أحد حكام العرب أو حكام البلدان الإسلاميّة أو حكام الدول الغربيّة أنّه فعل مثل ما كان يفعل خوارزم وأمثاله الفسقة الفجرة، في الجهر والعلن، في السلم والحرب، في الصباح والمساء، والناس تُباد، والبلاد تخرّب وتدمّر وتُزال على أيدي الغزاة؟!! فأي دين، وأي أخلاق، وأي عقل، وأي إنسانيّة، تجعل أو تقبل أن يكون مثل هؤلاء أئمة وخلفاء يحكمون باسم الإسلام؟!!...}}... فمن هذا الشاهد البسيط نعرف مدى التحريف والتدليس عند أئمة التيمية من جهة ومن جهة أخرى قلب الموازين الشرعية والتلاعب بالأحكام من جهة أخرى يضاف لها الابتداع الشاذ وإعطاء القدسية لشراب الخمر دعاة الطرب واللهو والرقص وتكفير كل من يذمهم ويقول بحرمة أفعالهم، وهذا هو التجهيل بأم عينه وهو الاغتصاب الحقيقي للعقول. المحقق الصرخي : أئمة التكفير المارقة يودِّعون الدنيا بالخمور واللهو والطرب!!!