بقلم : احمد الملا
يعتبر ازدهار العلوم الإسلامية من فقه وأصول الفقه والسيرة والحديث والرجال وغيرها من العلوم الأخرى بدأ على يد علماء السنة وهم السباقون فيه؛ وذلك لجملة من الأسباب منها لإعتقادهم بأن عصر التشريع وعصر الحديث انتهى بعد موت النبي محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا ما أشعرهم بالحاجة إلى العلم والعلوم الإسلامية؛ فمنذ ذلك الوقت وقد بدأت العلوم الإسلامية بالنشوء والتطور؛ وهو على خلاف علماء الشيعة الذين لم يكونوا بحاجة كبيرة لتلك العلوم لأن الأئمة المعصومين-عليهم السلام- كانوا موجودين بين ظهرانيهم ؛ فلم يهتموا بالعلوم الإسلامية ذلك الإهتمام الذي عند علماء السنة؛ ولهذا أصبح علماء السنة هم السباقون في تنمية وتطوير تلك العلوم وأصحاب السبق فيها ...
وهذا يعد تطبيقًاً لمنهج الرسول الكريم وآل بيته الأطهار-عليهم الصلاة والسلام أجمعين- وسيرًا عليه ؛ لأنهم- سلام الله عليهم - كانوا يحثون على العلم والتعلم والتطور العلمي وعلى التدوين والتوثيق- بصرف النظر عن العوارض الدخيلة- ونحن لا نقول أن الشيعة لاتوجد عندهم علوم بل نقول أن علماء السنة هم أصحاب السبق في ذلك الأمر؛ وقد يقول قائل : وما حاجتنا للعلوم في ذلك العصر وأئمة أهل البيت-عليهم السلام- موجودون ؟....
نقول : إن منهج أهل البيت وجدهم الأمين- عليهم الصلاة والسلام -هو المنهج العلمي وكانوا يحثون على ذلك الأمر ويأمرون به؛ لكن من الذي التزم بذلك ؟ من يراجع التاريخ يرى وبكل وضوح أن أشهر العلماء المسلمين السنة وبكل الجوانب هم ممن تتلمذ على يد أئمة أهل البيت-عليهم السلام- ولعل مدرسة الإمام جعفر الصادق- عليه السلام- وما تفرع منها وما أثمرته من علماء وفقهاء خير شاهد على ذلك ؛ كأبو حنيفة وأنس بن مالك وسفيان الثوري وغيرهم كثير ؛ لذلك فأن الإعتقاد بعصمتهم- عليهم السلام- لا يستلزم التقاعس والتكاسل في طلب العلم والإتكال والتعويل عليهم- عليهم السلام - بدون جهد وبحث وتدوين وتطوير؛ بل أن الإعتقاد بعصمتهم يلزمنا بالتعلم وطلب العلم وتطوير العلوم لأن من يأمرنا بذلك هو معصوم وليس إنسان عادي؛ لكن ما حصل هو العكس ...
وقد بين السيد الأستاذ الصرخي الحسني ذلك الأمر في تغريدة له ضمن بحثه الموسوم ( لا تقليد في أصول الدين ... لا تقليد في العقائد ) حيث قال :-
{{... أ ـ العلُوم الإسلامِيّة وَمَا ارتَبَطَ بِهَا [السّيرَة..الحَديث..القرآن..التّفسير..الرّجال..الفِقْه.. أصول الفِقْه..الكَلام..الفَلْسَفة(الحِكمَة)..الأخلَاق.. التّصَوّف(العِرفَان)..التّاريخ..الاجتِمَاع.. البَلَاغَة..اللّغة...] بـ ـ كَانَ لِلعُلَمَاء(السّنّة) السّبْقُ وَالفَضْلُ فِيهَا، نَظَرِيًّا وَعَمَلِيًّا جـ ـ هَذَا هُوَ مَنهَجُ (مَذهَب) القُرآنِ وَأهْلِ البَيتِ وَجَدِّهم الرّسولِ الأمِين(عَلَيه وَعَلَيهم الصّلَاة وَالسّلَام) فِي الحَثّ عَلَى العِلْمِ وَالتّعَقّلِ وَالتّدوِينِ وَالتّوثِيق...فَجَزَاهم اللهُ عَن المُسلِمِينَ خَيْرَ جَزَاءِ المُحسنِينَ، وَلِلعَامِلِينَ مِثلُهم د ـ أمّا الاعتِقَاد بِعِصمَة أهلِ البَيت(عَلَيهم السّلَام) فَلَا يُبَرّر التّكَاسلَ وَالتّخَلّفَ عَن المَنهَج العِلمِي لِلفِقْهِ وَأصولِه فَضْلًا عَن بَاقِي العلُوم!! ....}}... ولمن يريد الاطلاع على التفاصيل الكاملة لتلك التغريدة يرجى زيارة الرابط التالي :-
https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/posts/210622330582573