بقلم : احمد الملا
بعد أن أستدل السيد الصدر في كتاب أضواء على ثورة الحسين على أن رأس الحسين- عليه السلام- قد تكلم في سبع موارد من خلال ما قالته له إحدى الأرواح في جلسة التحضير التي حضرها وذكر أن ما كتبه أنطوان بارا يؤكد صحة ما قالته تلك الروح يقدم السيد الصدر سبعة روايات بالتسلسل كشواهد وأدلة على أن رأس الحسين- عليه السلام- تكلم سبعة مرات، لكن الغريب أن السيد الصدر يذكر تحت التسلسل (6) هذه الرواية في الصفحة 246 ...
(( 6- قال المنهال بن عمرو : رأيت رأس الحسين بدمشق على رمح وأمامه رجل يقرأ سورة الكهف حتى إذا بلغ قوله تعالى {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }الكهف9 . نطق الرأس بلسان فصيح ( أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحمل ) ..))....
و#هنا_نلاحظ أن الرواية تذكر أن من قرأ سورة الكهف هو الرجل وليس الرأس الشريف وإنما كان الرأس نطق بتعليق ( أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي ) وهذا أمر يفهمه أي إنسان مهما كان مستواه العمري أو العقلي ، لكن ما نلاحظه أن السيد الصدر- رحمه الله- وبكل إصرار يخالف البديهيات وذلك في ماذكره في الهامش في الصفحة 247 حيث يقول ...
(( قد يقال إن هذه السبعة إذا إنضمت إلى رواية زيد بن أرقم كانت ثمانية ويمكن أن يجاب بعدة وجوه منها : إن فاعل يقرأ في قوله ( يقرأ سورة الكهف ) وهي الرواية ( 6 ) من التسلسل السابق يعود إلى رأس الحسين-عليه السلام- وقوله نطق على بيان شكل من أشكال التفسير للآية، وتكون هذه القراءة لسورة الكهف هي التي سمعها زيد بن أرقم و المنهال بن عمرو معا فروياها بروايتين مختلفتين إلا أن الحادثة واحدة ....))....
#توضيح:- هنا المقرر يطرح استفهام أو إشكال فيقول إن الروايات السبعة التي ذكرها السيد الصدر من كتاب المسيحي – الذي استدل به على صحة قول الروح – مع رواية زيد بن أرقم التي هو يذكرها- أي السيد الصدر- تكون ثمانية وليست سبعة !! فقدم السيد الصدر تبريره العجيب الغريب ، حيث قال ماذكرناه أعلاه على الرغم من أن رواية زيد بن أرقم دلالتها تختلف عن دلالة رواية المنهال ، ففي الصفحة 243 ينقل السيد الصدر تلك الرواية وهي (( الجهة الثامنة نقل التاريخ (عن زيد بن أرقم وهو أحد الصحابة وقد كان يومئذ بالشام أنه سمع رأس الحسين- عليه السلام- يتلو قوله تعالى {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }الكهف9 . فقال زيد بن أرقم : سيدي رأسك أعجب وأغرب ))!!!...
الآن :- نقارن بين رواية زيد ورواية المنهال :-
رواية زيد : الرأس يقرأ القرآن وزيد من قال رأسك أعجب ...
رواية المنهال : رجل يقرأ القرآن والرأس الشريف يقول قتلي أعجب ...
وهذه الدلالة واضحة جدًا للجميع فهي تشير وبكل وضوح إلى أن الروايتين مختلفتين وهو بكل تأكيد ما دفع المقرر أن يستفهم ويستشكل ويقول إنها ثمان روايات وليس سبعة ، فماذا فعل السيد الصدر- رحمه الله - ؟ خالف البديهيات والواضحات والظواهر العرفية التي هي من المفترض من أسياسيات علم الأصول وقال بأن (إن فاعل يقرأ يعود إلى رأس الحسين وقوله نطق على بيان شكل من أشكال التفسير للآية، وتكون هذه القراءة لسورة الكهف هي التي سمعها زيد بن أرقم و المنهال بن عمرو معا فروياها بروايتين مختلفتين إلا إن الحادثة واحدة ))!!! أي أرجع الروايتين على الرغم من إختلاف الدلالة اللفظية الواضحة جدًا إلى أصل واحد !!! وهذا من أجل أن يثبت صحة ما قالته له الروح في جلسة تحضير الأرواح التي حضرها فهي وكما يبدو عنده مصدر التشريع ومصدر البحث حتى وصل الأمر أن يخالف المنهج الأصولي وبحوث علم الأصول وبديهيات اللغة العربية !!!...
حقيقة هذا ما أشار له وبينه السيد الأستاذ الصرخي الحسني في تغريدته الأخيرة على حسابه الشخصي في موقع تويتر لكل من يريد أن يطلع على بحوث السيد الصرخي الحسني التي ناقش فيها عصمة السيد الصدر ومؤلفاته كالموسوعة المهدوية والمؤلفات الأخرى يرجى إتباع 1- هذا المعرف على موقع تويتر : @AlsrkhyAlhasny
2- على الفيس بوك يرجى إتباع الرابط – المختصر - الخاص بصفحته الخاصة :
http://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny