بقلم: احمد الملا مَن يطالع كتب ابن تيمية يجد فيها الغريب والعجيب والتناقضات الأسطورية الرهيبة، إذ تجده في مورد ما يُثبت أمرًا معينًا، وفي مورد آخر ينفي هذا المورد ويأتي برأي جديد مغاير للأول، وهذا الأمر نجده أما في نفس الكتاب أو بين كتاب وآخر، ولنا في ذلك أمثلة منها ما ذكرناه ومنها ما سنذكره لاحقًا ومنها ما سنذكره الآن .. ففي كتاب منهاج السنة الجزء الثاني في الصفحة 434 يقول ابن تيمية: ((ولسنا نقول إن كل من أذنب وتاب فهو أفضل ممن لم يذنب ذلك الذنب، بل هذا يختلف باختلاف أحوال الناس! فمن الناس مَن يكون بعد التوبة أفضل، ومنهم مَن يعود إلى ما كان ومنهم مَن لا يعود إلى مثل حاله. والأصناف الثلاثة فيهم مَن هو أفضل ممن لم يذنب ويتب، وفيهم مَن هو مثله، وفيهم من هو دونه))، وهو في هذا المورد يتكلم عن الذنوب ويفضل صاحب الذنب على مَن لم يذنب وكان هذا الكلام من أجل ان يثبت عدم عصمة الأنبياء -عليهم السلام- فمن هذا الرأي والتقسيم لأصناف الناس مذنب تائب وتائب وعائد للذنب، ومَن يكون أفضل بعد التوبة فإن هؤلاء عند ابن تيمية فيهم مَن هو أفضل ممن لم يذنب. لكننا نجد أن ابن تيمية في مورد آخر وفي كتاب آخر يجعل عدم الذنب مطلقًا أفضل من الوقوع بالذنب، وشبه ذلك بالوقاية والحمية وما إلى ذلك من تفصيل، حيث يقول في كتاب مجموع الفتاوى الجزء العاشر في الصفحة 145 ((وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي "قَاعِدَةٍ كَبِيرَةٍ" أَنَّ جِنْسَ الْحَسَنَاتِ أَنْفَعُ مَنْ جِنْسِ تَرْكِ السَّيِّئَاتِ كَمَا أَنَّ جِنْسَ الِاغْتِذَاءِ مِنْ جِنْسِ الِاحْتِمَاءِ وَبَيَّنَّا أَنَّ هَذَا مَقْصُودٌ لِنَفْسِهِ وَذَلِكَ مَقْصُودٌ لِغَيْرِهِ بِالِانْضِمَامِ إلَى غَيْرِهِ وَكَمَا أَنَّ الْوَاجِبَ الِاحْتِمَاءُ عَنْ سَبَبِ الْمَرَضِ قَبْلَ حُصُولِهِ وَإِزَالَتِهِ بَعْدَ حُصُولِهِ)). وفي هذا المورد نجد أن ابن تيمية يقلب الموازين التي أثبتها في كتاب منهاج السنة وراح يقول بأن جنس الحسنات أفضل من جنس ارتكاب السيئات وهذا يعني عندما يكون الإنسان غير مذنب أفضل من أن يرتكب الذنب ويترك ذلك الذنب فيما بعد، وهذا تناقض تام وقفزة أسطورية له وهذا دليل على أن فكره عشوائي التقاطي حشوي غير مستند لقاعدة علمية ومنهج علمي، وكل ذلك يسقط عنه تلك العناوين الرنانة التي يطلقها عليه أتباعه من شيوخ ودعاة حتى وصل بهم الأمر الى أنهم ينهون العامة عن قرأة كتبه بحجة أنها تحتاج إلى عقل واسع وذهنية قوية لفهمها، لكنهم في حقيقة الأمر يخشون أن تعرف الناس مدى ضحالة هذا البعبع وخرافة فكره وأسطوريته. وإننا من هنا ندعو عامة الناس بكل فئاتهم من مثقفين وكتّابًا وأدباء ورجال دين بشكل عام، وكذلك ممن يتبعون ابن تيمية بشكل خاص, الى أن يطّلعوا ويقرأوا ما يكتبه ويقوله ويتبناه شيخهم، وعليهم أن لا يأخذوا من الدعاة أي كلام. راجعوا كتب ابن تيمية وتفحَّصوها جيدًا وسوف ترون العجب العجاب من التناقضات والشطحات والقفزات التي لا يمكن أن تصدر من شخص فاهم أمور الدين بشكله العام، لأن منهج التيمية وكما وصفه المحقق الصرخي الحسني في المحاضرة الثالثة والأربعون من بحث –وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الإسطوري- بأنه: (المنهج التيمي العشوائي الإنتقائي يدَّعي حسب مشتهياته وأهوائه وتدليساتِه). كما ندعو الجميع إلى متابعة سلسلة البحوث التي ألقاها المحقق الصرخي في الرد على الفكر التيمي لما فيها من كشف لخرافة وأسطوره هذا الفكر وضحالته وهذه البحوث هي : سلسلة محاضرات : الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) ....
سلسلة محاضرات : وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ...