بقلم : احمد الملا حقيقة عند قراءة كتاب البخاري وقراءة كتب ابن تيمية نجد هناك تفاوت ومفارقات كبيرة وشاسعة في السنة النبوية الشريفة، بحيث يصاب القارئ والمطلع في حالة من التوهان فلا يعرف إلى أي رأي يهتدي!! إلى رأي ابن تيمية المعارض للبخاري أو إلى البخاري المعارض لابن تيمية ؟ كيف يهمل البخاري وابن تيمية يقول عنه ( اصح كتاب تحت اديم السماء بعد القرآن هو البخاري ) ومع ذلك نجده يأتي بفتاوى قائمة على أحاديث من البخاري وهناك في البخاري أحاديث تتعارض مع ما استند عليها ابن تيمية، فكيف يكون هذا الكتاب صحيحاً وفي الوقت ذاته فيه التعارض والتاقض وما لا يقبله عقل ؟؟؟!!!... ففي مسأل الآلات الموسيقية نجد ان ابن تيمية يحرم ذلك مطلقاً ويقول في مجموع الفتاوى الجزء الحادي عشر في الصفحة 576 (( فمن فعل هذه الملاهي – ويقصد بها التصفيق باليدين أو صفق واحدة على الرجل أو ضرب الجلود بالقضيب أو ضرب الجلود باليد – فمن فعل هذه على وجه الديانة فلا ريب إنه في ضلالة وجهالة, وأما اذا فعلها على وجه التمتع والتلعب فمذهب الأئمة الأربعة آلات اللهو كلها حرام فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره " أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أخبر انه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف وذكر إنهم يمسخون قردة وخنازير ))... وهنا الفتوى واضحة وصريحة من ابن تيمية بأن آلات العزف واللهو محرمة سواء كان فاعلها بدافع ديني أو بدافع لهو ولعب وإن من يستحل آلات اللهو فإنه سيمسخ قرد وخنزير واستدل بذلك على رواية في البخاري !!!! وهنا يقع القارئ في حيرة ويفقد صوابه بعدما يقرأ في البخاري في كتاب النكاح في باب " ضرب الدف في النكاح والوليمة " قال فيها ((حدّثنا بشر بن المفضّل، حدّثنا خالد بن ذكوان، قال: قالت الربيع بنتُ مُعوّذ بن عفراءَ: جاء النبىُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فدخَلَ حينَ بُنيَ علىَّ، فجلسَ على فراشِي كمجلسك مِنّي، فجعلتْ جُويريات ]لنا يضربن بالدَّف، ويندبن من قتل من آبائي يومَ بدْر، إذ قالتْ إحْدَاهُنَّ: وفينا نبىٌّ يعلَمُ مَا في غَد، فقال: دَعِي هذه وقولي بالذي كُنتِ تقولين.))!!!... وفي هذه الرواية التي تدل على مشروعية الضرب على الدف حتى انه جعلها باب من ابواب كتابه إن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – شرع الطرب والعزف والضرب على الدف ويستمع لذلك !!! ومن يقول هذا الأمر في مواقيت النكاح – أي الأفراح – نقول له العنوان واضح وهو ( ضرب الدف في النكاح والولائم ) يعين مشروعيته في ساعات الأفراح وفي الولائم هذا من جهة ومن جهة أخرى ابن تيمية يقول من فعل ذلك على وجه الديانة فلا شك في ضلالته وجهله !!! وكما إن هذه الرواية تنقل صورة سيئة جداً عن صاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله وسلم – فهل يعقل انه كان ينظر للراقصات ويستمع للغناء وضرب الدفوف ويشاهد الرقص " حاشاه الله " وفي الوقت ذاته يحرم ضرب الدف ويخبر بأن من يستحل ذلك سيمسخ إلى خنزير وقرد !!!! ... الآن أي الرأيين أصح رأي ابن تيمية أو رواية البخاري ؟ إن كان رأي ابن تيمية صحيحاً فهذا يسقط قداسة البخاري ويكذب رأي ابن تيمية في البخاري في الوقت ذاته أي يسقط قوله بأن ( الخاري أصح كتاب تحت أديم السماء بعد القرآن ) ويكون ذلك قدح صريح بالبخاري، أما اذا كانت رواية البخاري صحيحة فهذا يعني إدخال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في ما أخبر به وهذا ما لايمكن القبول به فكيف ينهى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عن شيء ويحرمه ويحذر منه وهو يقوم به ويمارسه ويستحله ؟؟!!!... أما من يريد أن يجمع بين رواية البخاري وفتوى ابن تيمية فهذا من السفسطة والخرافة فلا يمكن للنقيضين أن يجتمعا وكذلك هذا يقدح في شخص النبي الأقدس صاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله وسلم – لكن المنفذ الوحيد للخروج من هذا المأزق الذي وضعه ابن تيمية هو اللجوء إلى تصحيح كتاب البخاري من جهة ومن جهة أخرى عدم الأخذ برأي ابن تيمية مطلقاً لأنه لا يعرف معنى الصحيح لأنه لو كان يعرف ذلك لما قال ان البخاري اصح كتاب بعد القرآن وفيه في الوقت ذاته روايات متعارضة ومتناقضة تمس وتقدح بالنبي الأقدس – صلى الله عليه وآله وسلم - .... ومن هنا ندعو الجميع إلى متابعة سلسلة البحوث التي ألقاها المحقق الصرخي في الرد على الفكر التيمي لما فيها من كشف لخرافة وأسطوره هذا الفكر وضحالته وهذه البحوث هي : سلسلة محاضرات : الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) ....
سلسلة محاضرات : وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ...