بقلم : احمد الملا
لا يخفى على أي أحد سواء كان عراقي أو غير عراقي مدى المعاناة والظلم والجور الذي تعرض ويتعرض له النازحون والمهجرون العراقيون وغيرهم في بلدان الغربة التي ظاهرًا وشكليًا فتحت أبوابها أمامهم، فتلك الدول التي تظاهرت بالإنسانية والرحمة والرأفة لم تستقبل هؤلاء النازحين إلا لغايات عدة منها استغلال القوة العاملة والكفاءات والخبرات التي لم يستغلها حكام الشعوب الأصلية هذا من جهة ومن جهة أخرى عمل تلك الدولة – والحديث عن المؤسسات الحكومية – تعمل على إستغلال هذه الأعداد الهائلة التي وصلتهم من الناحية الدينية والعقائدية...
حيث إن المهاجرين والنازحين وبسبب ظروفهم القاهرة المضنية التي لم يقووا على تحملها في بلدانهم واضطرتهم للهجرة الى غير بلاد الإسلام وكما يتصور حكام الغرب ومؤسساتهم بأن تلك الظروف سوف تجعل من السهل أن يتنازل هؤلاء المهاجرون عن دينهم وبالتالي سوف تكون ضربة موجهة نحو الإسلام من جهة ومن جهة أخرى يستفاد من هؤلاء المهاجرين إعلامية في تشويه صورة الإسلام، وبشكل أوضح عملت دول الغرب على استخدام المنهج التبشيري مع المهجرين، حيث ساومتهم على دينهم من أجل الحصول على الجنسية الغربية أو الأوربية وإلا فأنه لا يحصل على الإقامة أو الجنسية ...
وهذا فخ كبير نصبته تلك الدول التي تدعي الحرية الدينية والعقائدية والفكرية والدفاع عنها لتمارس ضغوطها على المهجرين المساكين المستضعفين مستغلة في ذلك معاناتهم وحالتهم الإنسانية الصعبة، لكن هنا يستلزم التنبيه والتحذير من حرمة وعدم جواز تغيير الدين من أجل الحصول على الجنسية أو الإقامة حتى وإن كان الأمر تحت عنوان التقية، فحدود التقية هي الدماء، بمعنى التقية لا تستخدم إلا من أجل حقن الدماء والحفاظ على الروح من القتل، وتترك التقية أيضًا إذا كان في تطبيقها سفكًا للدماء، لذلك وفي هذا المورد وهذا المقام لاتستخدم التقية في تغيير الدين لما لذلك من خطورة تهدد الإسلام بصورة عامة، فإن جُوِزَ تغيير الدين ظاهرًا من أجل الحصول على الإقامة والجنسية سوف تتبع ذلك أمور تدريجية تؤدي إلى هتك الدين وتغييره واقعيًا ومن ثم يصبح الأمر مشاعًا وفيه شياعًا ويصبح أمرًا طبيعيًا وتكون النتيجة هي ترك الدين فعلاً وقولًا وظاهرًا وباطنًا خصوصًا إذا حصل التجويز حتى لو على مستوى التقية...
ولهذا لم يجوز المحقق الصرخي هذا الأمر وذلك في رد لسماحته على إستفتاء رفع له من قبل أشخاص تعرضوا لممارسات وضغوطات من قبل الحكومات الغربية التي ساومتهم بين دينهم وبين الإقامة والجنسية الغربية، وهذا نص الإستفتاء مع الجواب ....
سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني - دام ظله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
ونحن نعيش حياة الغربة في أوربا وفارقنا الأهل والأحبة ونحن نعتقد بأعلميتكم، نرجو من سماحتكم التفضل بالإجابة فقد طال الانتظار هنا في أوربا والمتاجرة بمصير اللاجئين وخصوصًا العراقيين من مساومات وصفقات وفساد من قبل بعض الجهات مع الحكومات الأوربية وإيصال تقارير أنَّ العراق آمن وأنه ينعم بالديمقراطية من أجل إرجاع اللاجئين مما أدى إلى أنَّ تلك الدول اتخذت إجراءات مشددة تجاه العراقيين فإما العودة أو تغيير الدين من أجل الحصول على حق الإقامة في تلك الدولة ولَم شمل الأُسَر، فهل يجوز ذلك إذا كان تغيير الدين شكليًا أو لا؟
جواب المحقق المرجع الصرخي :
بسمه تعالى:
لا يجوز ذلك والله العالم.
https://s1.gulfupload.com/i/00061/azj8d7omp0g4.png