بقلم :: احمد الملا
من الأسس التي بنت الإشتراكية عليها فكرها ونظريتها وعقيدتها هي عدم وجود شخص معصوم يقود العالم والمجتمع الإنساني نحو الرخاء والسعادة، لكن في عقيدتها أيضا تسعى إلى إيجاد مجتمع مثالي معصوم من تلقاء نفسه أي يكون هذا التكامل بدون قيادة وبدون قدوة تؤسس لهذا التكامل !!! ولا نعرف كيف يتحقق هذا المجتمع المثالي والمعصوم بدون وجود فرد مثالي ومعصوم يكون قدوة قبل غيره ومنه يتلعم باقي أفراد المجتمع ؟؟!! وكيف يكون مجتمعهم مثالي إن لم يكن أفراده كذلك ؟؟!!...
هذه الفكرة الإشتراكية ليست جديدة بل طرحها قبلهم ابن تيمية الذي شذ عن الإسلام ومبادئه الرسالية الإلهية الحقة، فإبن تيمية ينفي وجود عصمة للبشر بصورة عامة فلا نبي أو رسول إو إمام معصوم عنده فالكل غير معصومين وبنفس الوقت يدعوا – ظاهرا – للإسلام كدين ونظام قائد للبشرية نحو الرخاء !!! فكيف يتحقق ذلك الرخاء بدون إنسان معصوم يقود العالم نحو التكامل المنشود ؟ لكن ابن تيمية في حقيقته يحمل الفكر والعقيدة الوثنية الإلحادية الداعية إلى الإيمان الإسطوري والتوحيد – المادي - الشاب الأمرد صاحب الوجه واليدين والأرجل من دون الله تعالى، لذلك نجده قد شذ عن طريق الإسلام الحق وابتدع طريقًا منحرفًا رفع عليه لافتات الإسلام وإشارات الدين لكنه في نهاية المطاف يقود إلى الخرافة والإلحاد والوثنية...
وفي كلا الحالتين نجد إن الإشتراكية هي ذات عقيدية تيمية بصورة غير مباشرة وكذا الحال لإبن تيمية فإننا نجد إن عقيدته إشتراكية بصورة غير مباشرة، فكلاهما اتفقا على نفي وجودالشخصية المعصومة التي تقود العالم نحو التكامل والرخاء هذا بالإضافة إلى نظرتهما المادية، فكيف للانسان ان يقود نفسه من دون شخصية قائدة معصومة تنظم له حياته ؟ وللاجابة على هذا السؤال ومن أجل نقض رأي التيمية والاشتراكية نذكر ما قاله المحقق الصرخي في كتابه( فلسفتنا بإسلوب وبيان واضح – الاسلام ما بين الديمقراطية الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية ) حيث يقول سماحته :
((... من الطبيعي للإنسان – اذا ترك لنفسه – ان تسيطر عليه الميول المادية لانها تتفتح بصورة طبيعية وتظل الميول المعنوية واستعداداتها الكامنة في النفس مستترة والدين باعتباره يؤمن بقيادة معصومة ( النبي، الرسول، المعصوم ) مسددة من الله فهو يوكل أمر تربيته الانسانية وتنمية الميول المعنوية فيها الى هذه القيادة وفروعها، فتنشأ بسبب ذلك مجموعة من العواطف والمشاعر النبيلة ويصبح يحب القيم الخلقية والمثل التي يربيه الدين على احترامها ويستبسل في سبيلها ويزيح عن طريقها ما يقف أمامها من مصالحه ومنافعه....)) انتهى الاقتباس من كلام المحقق الصرخي ...
وهذا يبين للجميع إن وجود القيادة أو الفرد المعصوم هو من يربي الناس أفراد ومجتمعات على المثل والقيم والأخلاق التي أوجدها الدين ويعلمهم تلك الأمور حتى يجعل منهم أفراد يستبسلون من أجل مصلحة المجتمع والفرد بصورة شاملة وبذلك يتحقق تكامل الفرد والمجتمع ويكون الرخاء والسعادة، وهذا ما لم يؤسس له الفكر الإشتراكي والتيمي الخرافي...
رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يحب أن يطلع عليه :
http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk