بقلم :: احمد الملا
تعد ظاهرة إطلاق العيارات النارية في العراق إثناء المناسبات ظاهرة حديثة من حيث الدوافع والأهداف والغاية، فسابقًا ومنذ عقود سالفة كان الناس يطلقون العيارات النارية في الهواء في المناسبات من أحزان وأفراح وسبب ذلك هو من أجل إيصال رسالة للآخرين بحصول حالة وفاة أو مناسبة زواج وكان السبب في ذلك هو عدم وجود وسائل تواصل سريعة من هواتف أو مركبات بالإضافة إلى ترامي البيوتات على مسافات متباعدة فيما بينها حيث يكون أقرب جار يبعد على أقل تقدير مسافة خمسة كيلومترات لهذا يلجأ صاحب المناسب لإطلاق العيارات النارية في الهواء حتى ينبه من حوله عن ما حصل عنده من فرح أو حزن ...
لكن هذه الحالة ما زالت مستمرة وأخذت دائرتها بالإتساع بشكل كبير مع وفرة وسائل التواصل من هواتف ووسائل نقل وكذلك منصات التواصل الإجتماعي الذي ينتشر فيه الخبر بسرعة البرق كما يعبرون وأيضا أصبح الجار مشترك مع جاره بجدار واحد وهذا ما يستلزم أن تنتفي هذه الظاهرة لعدم الحاجة لها، لكن للأسف الشديد نراها تتسع بشكل أكبر خصوصًا في حالات الأفراح والأحزان وتكثر بشكل كبير في حالة فوز المنتخب العراقي في إحدى المباريات في بطولة معينة بحيث يقول الآلاف وعلى إتساع خارطة العراق وجغرافيته بإطلاق النار في الهواء دون الإلتفات إلى أين ستقع هذه الأعيرة النارية الساقطة من السماء وماهي الأضرار التي ستلحقها بالناس من حيث المادة وزهق الأرواح وإحداث الإصابات التي تؤدي إلى عوق معين في الشخص المصاب !!...
فصار المشجعون العراقيون يقتلون إخوتهم العراقيين بدون أي سبب سوى التعبير عن الفرح بفوز مدته ساعة وبالتالي يؤدي إلى أن يرسم الحزن على محيا مئات العوائل بسبب فقدها أحد أفرادها جراء تلك الأعيرة النارية الطائشة، ولهذا حرم سماحة المرجع الديني المحقق الصرخي الحسني ذلك الأمر وقال بأن فاعله أو مرتكبه يجب أن يعزر – يعاقب – حيث سُئِلَ سماحته :
(( سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني "دام ظله"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هو رأي سماحتكم في ظاهرة إطلاق العيارات النارية والتي تتزامن عادة مع مباريات المنتخب العراقي أو في الأفراح والأعراس أو عند موت بعض الأشخاص؟
بسمه تعالى : يحرم ذلك ، ويتحمل الفاعل الأضرار الناتجة عن ذلك العمل ، ويستحق التعزير ، والله العزيز الحكيم.)) انتهى نص الجواب ..
وهنا يجب الإلفات إلى إن من يقوم بهذا الفعل ويفقد شخص معين حياته بسببه فإنه يدل في قوله تعالى { .... أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ...} سورة المائدة من الآية 32 ،هذا من جهة ومن جهة أخرى من لم يقتل أحد بهذا الفعل فإنه بالجملة سبب خوفًا للآخرين من أطفال ونساء وشويخ وروعهم ويدخل هذا في قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – ((لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا ))، لذلك ومن باب التذكير نقول لا تجعلوا فرحكم سببًا لتعاسة وحزن الآخرين وكذلك لا تعجلوا مصابكم يدخل في بيوت الآخرين من خلال اطلاق العيارات النارية في الهواء ....
وللإطلاع على المزيد من فتاوى المحقق الصرخي يرجى زيارة الموقع التالي :
https://www.facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany