بقلم :: احمد الملا
يتصور العديد من الناس أن عصر العبودية قد إنتهى وولى زمنه، وهذا في الحقيقة تصور واهم وغير صحيح، وذلك لأن العبودية لازالت موجودة لكنها مقنعة بعض الشيء وهي تكثر في الأنظمة المادية بصورة عامة – رأسمالية – إشتراكية – شيوعية – على الرغم من أنها ترفع شعارات الحرية والتحرر ... ففي الشيوعية والإشتراكية تكون صورة العبودية هي من خلال العمل الإجباري – المعروف بالعمل الجبري - ونظام السخرة وفيها تكون العبودية لمجتمعات كاملة فالكل فيها يجب أن يسخر جهدة لغيرة بدون أي قناعة أو رضى ومن يعترض أو يخالف فيكون مصيره السجن ويزج في معسكرات للعمل الإجباري أيضًا ؛ ففي روسيا فرضت العقوبات الصارمة على تارك العمل أو المتهاون فيه فقد صدر مرسوم سنة 1930 نص على أنه ليس للعامل أن يتخلى عن أي عمل أسند إليه وإلا فإنه يعد هاربًا ويحكم عليه بأن يقضي عشرة أعوام في معسكرات العمل الإجباري كما أنه صدر مرسوم مشابه عام 1940 ...
أما في النظام الرأسمالي فتجلى صورة العبودية من خلال بـــ" الربا " فالمرابي يجبر العاجز عن دفع ما في ذمته من أموال متراكمة على العمل عنده لفترة من الزمن المرابي يقررها، ولا ننسى ما قام به الأميركيون من إستعباد أصحاب البشرة السوداء وكيف جعلوهم عبارة عن آلات في المزارع والحقول والمصانع، كما أن ما يعرف بعبودية الأجر التي ظهرت بشكل كبير بعد الثورة الصناعية حيث يقوم أصحاب المصانع والمعامل بتسخير الناس للعمل لديهم وبإجور ضئيلة جدًا لا تكاد أن تسد رمقه اليومي وأغلب هؤلاء يكونون ممن لا يمتلك خبرة أو كفاءة أو مهارة أو مهنة معينة أو لا يحمل شهادة تمكنه من الحصول على وظيفة معينة فيضطر للعمل في تلك المعامل او المصانع او المزارع ويقبل بالأجر البسيط ويكون تحت سلطة أصحاب رؤوس الأموال؛ هذا بشكل جزئي بسيط في داخل المجتمعات الرأسمالية، أما كنظام حاكم أو دول فإن استعباد تلك الدول الرأسمالية للعالم أمرًا واضحًا لايحتاج إلى تفصيل وبيان فالجميع يشاهد كيف تتعامل الدول الرأسمالية مع بقية دول العالم وكيف تجعلها مستعبدة لديها ...
فالأنظمة المادية وإن أعلنت محاربة العبودية ظاهريًا وإعلاميًا لكنها في الحقيقة تؤسس للعبودية ووتؤسس لها وبالصورة التي بيناها، وهذا نابع من عدم إمتلاك أي فلسفة أو فهم لواقع الحياة الإنسانية وعدم إمتلاك تلك الأنظمة لرؤية واقعية أو نظام صحيح يقود البشرية نحو الإستقرار والرخاء، فكل إنسان يقدم على عمل معين وهو مكره عليه وبدون دافع روحي وأخلاقي ونابع من ذات الإنسان فهو يحمل معاني العبودية بكل صورها وهذه هي ما تقوم به الأنظمة المادية التي تفتقر للقيم والأخلاق والمنظومة الروحية ؛ لذلك ندعو كل من يدعو ويروج لتلك الأنظمة ويدافع عنها أن يطلع على كتاب ( فلسفتنا- بإسلوب وبيان واضح ) للمحقق الأستاذ الصرخي الحسني الذي بين فيه حقيقة تلك الأنظمة وإفتقارها للقيم والأخلاق وعجزها كأنظمة لقيادة العالم نحو الاستقرار ...
رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يحب أن يطلع عليه :
http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk