بقلم :: احمد الملا
من الخزي والعار على تلك العمائم المستأكلة من روزخونية ووعاظ سلاطين ومن يقف خلفهم بالدين أن تتكلم عن الدين وعن الشباب وعن الشارع العراقي؛ حيث جميع هؤلاء يغازل الشارع العراقي من خلال رفضه لمسألة الراب المهدوي الإسلامي وهذه المغازلة كانت بالصورة التالية هي إن الشارع العراقي رفض الراب الإسلامي !! وبما إنه قد رفض هذا الشيء فنحن لابد أن نرفض ونحرم ونأتي بفتوى من " جيب الصفحة " وننصب أنفسنا مراجع ؟؟!!...
والآن نسأل سؤال وهو : هل مرجعية السيد الصرخي الحسني من جاءت بالراب إلى العراق وجعلت الشباب تستخدمه في المقاهي وصالات الغناء والحفلات ؟ الجواب بديهي وواضح ومعروف عند الجميع ولا ينكره إلا معاند أو جاهل أو تابع أو إمعة ؛ فالراب دخل إلى العراق منذ سنوات مع دخول المخدرات وحالات الشذوذ والتميع والإنحلال الأخلاقي والإلحاد؛ وكان ذلك بسبب تلك العمائم المزيفة الكاذبة المستأكلة بإسم الحسين – عليه السلام – وإسم الدين عمومًا التي سخرت المنبر والشعائر الحسينية على وجه الخصوص لتسليط الفاسدين على العراق ومقدراته الأمر الذي ادى إلى أن ينفر الشباب من الدين وبالتالي راح يمارس ما يريده بدون أي قيد ديني أو أخلاقي أو مجتمعي لأنه يشاهد مثلا وكيل مرجع يمارس الزنا ! ورجل دين يملك من العقارات والأملاك ما لايمكن حصره ! ابن رجل دين يصعد ارقى وافخر انواع السيارات ! المقرب من رجل الدين هذا أو ذاك هو صاحب الأولوية في التعيين ! والعديد من الحالات ...
فعندما يشاهد الشباب هذه الحالات ويعيشها ويرى إن هؤلاء الذي تظاهروا بزي القداسة والرهبنة وعلى سنوات طوال ( الدين لعق على ألسنتهم ) فبالتأكيد لا يسمع منهم أبدًا بل يبقى يمقتهم وينكرهم؛ وبالتالي نفر الشباب من الدين بسبب هؤلاء وعاظ السلاطين والروزخونية والمستأكيلن وبسبب افعالهم بالإضافة إلى الإنفتاح على العالم والتأثر بثقافات العالم المتعددة مع عدم وجود أي دور فكري تمارسه تلك العمائم المزيفة لتحصين الشباب فكريا؛ فكانت النتيجة أن يدخل الراب وغيره للعراق حتى رفع الشباب شعار ( باسم الدين باكونة الحرامية ) في إشارة إلى تلك العمائم ومن يدعمها من مؤسسات دينية وحوزوية التي جعلت الدين – كما بينا- وسيلة لتحقيق مصالح شخصية وفئوية وجهوية على حساب الشباب العراقي الذي ترك يعاني مرارة العيش وضنك الحياة فبدأ يهرب من واقعه حتى بدأت ظواهر التأثر بالغرب تكثر وتتسع دوائرها .. فما هو الحل ؟...
هل تترك الشباب في حيرة وتوهان وبدون إرشاد وتوجيه والسعي لتحصينهم وإنتشالهم من هذا الإنحراف الذي سببته عمائم الكذب والخداع ؟ أم نسعى إلى إيجاد طرق ووسائل تحاكي رغابتهم وتتماشى معها لكن بطريقة مهذبة وأخلاقية وشرعية بحيث تنتشل ما يمكن انتشاله من مستنقع الإنحراف الذي سببته عمائم السوء ؟ فكان الراب المهدوي الإسلامي واحدًا من تلك الوسائل خصوصًا وإن اتسع وإنتشر بين الشباب فهو الطريقة الوحيدة في ظل هذه الظروف لقرع الأذهان وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فمثلا لا يستطيع أحد ان يكون ملحدًا حتى يهدي ملحد ولا يستطيع احد أن يتعاطى مخدرات حتى ينصح المدمن؛ فكان الخيار الوحيد هو استخدام الطريقة المحببة والمنتشرة بين الشباب حتى يحاكي عقولهم وضمائرهم ونفوسهم ويعيد لهم ما يمكن اعادته من القيم والاخلاق والدين الذي فقدوه بسبب العمائم المستأكلة التي جعلت الشباب غرضًا لمراميها ولم تسعى في يوم من الأيام لمصلحتهم !!...
فلو كان الشارع العراقي فعلًا رافضًا للراب المهدوي الإسلامي لما تقبل الراب الغربي قبل تهذيبه بالأساس ولما اتسع وانتشر بين الشباب العراقي؛ فمسألة رفض الشارع للراب الإسلامي هي مسألة مروج لها اعلاميًا فقط أما أرض الواقع تقول خلاف ذلك وبدليل انتشاره كالنار في الهشيم بين الشباب هذا من جهة ومن جهة أخرى لو كان هؤلاء المعممين ومن يقف خلفهم ومن يدعهم فعلًا يهتمون للشارع ورغابته فلماذا لم يدعموا الشارع في رفض الظلم والفساد الذي وقع على العراقيين منذ سنوات ؟ لماذا دائما ماكانت تلك العمائم تقف مع الظالم ضد المظلوم وليس العكس ؟ فمتى كانت تهتم للشارع ؟ ومتى تقبلها الشارع بالأساس ؟ فالشارع العراقي رفض تلك العمائم عندما قال قولته الشهيرة ( باسم الدين باكونة الحرامية ) ...
وما رفض تلك العمائم للراب المهدوي الإسلامي إلا دليلًا على رفضهم لتوعية الشباب ورفضهم للشارع العراقي لأن الراب بالأساس هو وسيلة استخدمتها الشعوب المظلومة والمقهورة في رفض كل ممارسات الظلم والطغيان التي كانت تمارسها المؤسسات الخاضعة للكنسية؛ فتلك العمائم تعرف ان الراب الإسلامي فيه تهديد لمصلحها ومنافعها لذلك شنت حرب اعلامية ضلالية ظلامية ضد الراب الإسلامي المهدوي الذي كشف جيفتهم الأخلاقية وعوراتهم الفكرية .