بقلم : احمد الملا
قال تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } إبراهيم 4 ...
بعدما أصبحت لغة شبابنا في العراق هي لغة الثقافة الغربية وتأثروا بهذه الثقافة فصار حتى السلام يلقى بطريقة الغرب فبدلا من أن يسلم الشاب على أصدقاءه بتحية الإسلام فنجده يقول لهم ( هاي ) أو ( هلو ) وتحية الوداع صارت ( باي ) والموافقة او القبول على شيء صارت ( ok) وهذا قليل جدًا بالنسبة لما اشبع به الشباب من ثقافة غربية صارت مؤثرة حتى على اللبس وكل السلوكيات ؛ واجتاح الراب الغربي فئة الشباب وصار مؤثرًا في نفوسهم ؛ علاوة على إنهم يشمئزون من الروزخونية ولا يسمعون منهم لا خطبة ولا محاضرة بسبب ما رأوه من كذب ودجل ونفاق وخداع وفساد عند هؤلاء الروزخونية حتى رفع الشباب شعار ( باسم الدين باكونه الحرامية ) كما إنهم – أي الشباب – لم يسمعوا القصائد الكلاسيكية لانها لم تعد تجدي نفعًا معهم و لأنها جاءت في زمن غير زمنهم وتحاكي ثقافة تختلف عن ثقافتهم؛ فصار كل ما هو جديد ومستورد يمثل ميولهم واتجاهاتهم ويعبر عنها ومن بين تلك الأمور الراب ذلك الطور الغربي الذي دخل للعراق منذ سنوات ...
فبعدما صار هذا الراب جزءً من ثقافة الشباب ولغة معبرة عندهم ؛ قامت مرجعية السيد الصرخي الحسني باستخدام ما هو موجود بالأساس عند الشباب وتهذيبه بطريقة شرعية وأخلاقية ودينية وتربوية من أجل أن تأمرهم بالمعروف الذي تركوه من دين وأخلاق وقيم ومثل وتنهاهم عن المنكر الذي صار جزءً من حياتهم من تخنث وتميع وانحلال اخلاقي ؛ وهذا طبعًا بسبب المتسترين بالدين من مؤسسات وشخصيات دينية كانت سببًا واضحًا في معاناة العراق بصورة عامة؛ فبعدما صار الراب هو لغة الشباب استحدث واستخرج منه الراب الاسلامي المهدوي لمخاطبة الشباب بلغتهم لكن الأسلوب مهذب وأخلاقي وتربوي وهنا نحن نذكرهم وبطريقة محببة عندهم ونقرع اذانهم ونلقي عليهم الحجة من أجل ترك كل أشكال المنكر وما علينا سوى التذكير {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ َ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }الغاشية / 21- 22 ...