بقلم : احمد الملا
بشكل مختصر جدًا ... الأنبياء والرسل – سلام الله عليهم – عندما جاءوا بما يملكون من معجزات وأدلة وبراهين علمية شرعية أخلاقية أعجزت أقوامهم من الرد ومن المواجهة العلمية لم يكونوا بحاجة شهادة أهل الخبرة ولا أخذ بشهادة أهل الخبرة – إن وجدوا – لإثبات نبوة نبي أو رسول ؛ فما كان يملكه الأنبياء والرسل – عليهم السلام – من أدلة وبراهين ومعجزات علمية هي كفيلة بإثبات نبوتهم ورسالاتهم عليهم السلام ...
والإجتهاد الذي هو لا يرقى لعنوان النبوة والرسالة ولا يوجد وجه مقارنة بالأساس وهو – الاجتهاد – أهون بكثير يضعون له ضابطة شهادة أهل الخبرة !!! فلو كانت شهادة أهل الخبرة هي المحك والمقياس لجعلت تلك الشهادة هي الأساس في إثبات نبوة نبي أو إمامة إمام؛ هل يمكن لله تعالى أن يهمل هذه القضية لو كانت بهذه الأهمية التي من خلالها يمكن معرفة نبي أو رسول أو إمام ؟؟!!...
فالمقياس والمحك الرئيسي في تحديد المجتهد الأعلم الجامع للشرائط هو التقريرات والبحوث الأصولية والفقهية التي يمكن من خلالها معرفة المجتهد وليس أهل الخبرة ؛ وأهل الخبرة في ما بعد وعلى ضوء تلك البحوث والتقريرات يمكنهم أن يحددوا ذلك المجتهد لكن في الوقت ذاته تكون شهادتهم ساقطة لوجود التعارض في تلك الشهادة خصوصًا إن كل المتصدين يقولون بأن شهادة أهل الخبرة تسقط بالتعارض ؛ إلا البحوث والتقريرات فهي لا تسقط إلا بعدما يتم إثبات ضعفها وركاكتها أو تبقى هي الراجحة على الساحة العلمية وتدل على اجتهاد صاحبها وأعلميته كما هو حال المرجع الديني الأعلم السيد الصرخي الحسني الذي ثبت اجتهاده وأعلميته بالدليل والبرهان العلمي الشرعي الأخلاقي مع وجود أهل الخبرة ممن شهد لسماحته لكن هذه الشهادة لا قياس لها مع الأدلة التي يملكها سماحته .