بقلم : احمد الملا
وداوها بالتي هي كانت الداء ... هذا المبدأ ينطبق تمامًا على ما يسمى العلاج التجانسي أي معالجة حالات مرضية معينة بما كان هو سبب تلك الحالات؛ مثلا الجميع يعرف أن تقشير البصل يسبب للإنسان الطبيعي حالات من البكاء ونزول الدموع من العين بكثرة ؛ ولهذا يستخدمون البصل في معالجة بعض الحالات التي تعاني من انسداد في الأوعية الدمعية؛ وهذا هو العلاج التجانسي أي استخدام العلاج من جنس مسببات الأمراض؛ ولهذا نرى إن الإنسان الصحيح أو الطبيعي يستغرب من استخدام هكذا أنواع من العلاجات ...
وهكذا الحال بالنسبة للراب الإسلامي المهدوي فهو علاج تجانسي إجتماعي لو صحت العبارة؛ لأن المجتمع وخصوصًا الشباب قد أصيب بمرض الإنحلال والتميع والإنحراف والإلحاد ودخول الثقافة الغربية والتأثر بها فدخل للعراق الراب الغربي الذي أريد منه حرف الشباب حتى صار هذا اللحن أو الطور من الأمور المحببة لديهم ولها تأثير كبير عليهم فصارت عندنا حالة مرضية اجتاحت الشباب ومنذ سنوات ...
فما كان لنا كمرجعية دينية أن تضع العلاج لهذا المرض وهو علاج تجانسي لذلك ابتكرنا طور الراب الإسلامي المهدوي الذي يختلف تمامًا عن الراب الغربي لأن الراب الإسلامي المهدوي هو علاج لحالة مرضية أصابت الشباب لكنه من جنس الحالة المرضية وكما قلنا في بداية هذه السطور (وداوها بالتي هي كانت الداء ) لأن الشباب الآن وفي هذا الوضع الراهن قد صك أسماعه وغض إبصاره عن سماع ورؤية المعممين وسماع محاضراتهم لأن هؤلاء الروزخونية كانوا السبب الرئيس في انحراف الشباب كون الأخير يسمع أقوالًا لا تطبيق لها على أرض الواقع ؛ مثلا يسمع معمم يقول ( الناس فقراء في الدنيا لا يهم المهم أن تكون غنيا عند الله ) وعندما يأتي الشاب لهذا المعمم فيرى حياة هذا المعمم الواقعية تخالف ما يدعو له حيث الحياة الرغيدة والمترفة جدًا فكيف بعد ذلك للشباب أن يسمعوا محاضرة أو خطبة من هذا المعمم أو ذاك ؟ فما كان الحل أو العلاج إلا من خلال مخاطبة الشباب بالطريقة لمحببة إليهم لكن بأسلوب مهذب تربوي أخلاقي ديني تقوائي وهو الراب الإسلامي المهدوي ليكون وسيلة علاجية لحالة مرضية أصابت الشباب واجتاحتهم .