بقلم : احمد الملا
بداية أود أن أنوه إلى أن المراد من سنة المشركين هو ما كان متعارفًا عند المشركين وبما هو مفهوم عندهم وليس المراد منه ذلك السجود الذي أمر الله تعالى به كأمره للملائكة بالسجود لآدم -عليه السلام- فالسجود لغير الله تعالى أمر شائع جدَا حتى في وقتنا الحاضر وبنفس الطريقة والآلية التي نسجد فيها نحن المسلمون لله رب العالمين أثناء الصلاة ؛ حتى أن بعض الملاحدة أو منكري الدين الإسلامي يشكلون على المسلمين بتشابه طريقة سجودهم لله تعالى مع طريقة سجود المشركين للأوثان والأصنام والكواكب وغيرها ...
-قال تعالى {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} النمل24...
-وقال جلت قدرته {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} فصلت37 ...
وهنا نلاحظ أن الله تعالى قد أمر بالسجود وأمضى السجود لكن ليس لغيره جلت قدرته ؛ فالسجود بصورة عامة أمر أو حركات يقوم بها الإنسان لكن إذا كانت لله تعالى فهي مباحة وفيها أمر وتوجيه من الله تعالى ؛ لكن إذا قام الإنسان بهذه الحركات وأداها لغير الله تعالى كسجوده لصنم أو وثن أو كوكب والمراد منه هنا سجود العبادة وليس سجود التكريم الذي اختص به آدم- عليه السلام- أو سجود أبوي يوسف- عليه السلام- وإخوته له فهذا السجود هنا سجود تكريم وليس سجود عبادة حتى لا يقال أو يشكل علينا ويقال تمضون السجود للبشر فالسجود هنا يختلف عن سجود العبادة كما يقوم به المشركون ممن يعبدون الحجارة والأصنام والأوثان؛ فعندما جاء الإسلام كانت الناس تسجد للأصنام بنفس الطريقة والآلية التي نسجد فيها لله تعالى لكن لم يحرم الإسلام تلك الطريقة بل هذبها وجعلها تنصب في عبادة الله وليس في عبادة الأصنام ؛ حولها من طريقة شائعة في المجتمع كانت تستخدم في الحرام إلى طريقة تستخدم في ما هو شرعي؛ حولها من سجود لغير الله إلى سجود لله تعالى..
وبخلاصة بسيطة : إن السجود والمراد منه تلك الحركات من خضوع وتذلل مرة تستخدم في موضعها الصحيح وهو عبادة الله تعالى وهذا أمر واجب شرعًا ومرة يكون هذا الواجب شرعًا محرم شرعًا فيما إذا كان لعبادة غير الله تعالى؛ يعني أن هناك أمور مرة تستخدم في الجانب الصحيح فتكون شرعية ونفسها تستخدم في جانب غير صحيح فتكون محرمة؛ وكذا الأمر مع إختلاف الحكم طبعًا مع الراب فإذا إستخدم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة ثقافة الإسلام وإستخدامه كلغة مخاطبة مهذبة فهو أمر مباح ولا إشكال فيه فيكون رابًا إسلاميًا مهدويًا وطنيًا أما إذا استخدم بطريقة تحث على التميع أو الإنحلال فهذا بالتأكيد محرم وغير جائز؛ كالأغاني والأناشيد والأذكار فإذا كانت دينية أو وطنية فهي جائزة عند جميع الفقهاء وإذا كانت تحث على اللهو والطرب والإختلاط فهي محرمة...