بقلم : احمد الملا
مما يثير الإستغراب أن جميع الجهات الدينية الآن تتحدث عن المهدي-عليه السلام- وعلاقتها به وكل جهة تدعي بأنها هي ذات العلاقة والصلة الوثيقة به سلام الله عليه وأنها هي التي تمثل الخط والنهج الإصلاحي والممهد له وكل تلك الدعوات هي على قسمين : قسم يدعي الإرتباط غير المباشر الروحي والمنهجي والعقائدي وهم حملة عنوان المرجعية الدينية ( النيابة العامة ) والقسم الآخر هم دعاة الإرتباط المباشر من لقاء وسفارة ووزارة ووكالة ( نيابة خاصة ) لكن بين هذا وذاك قد غيبت معالم القضية المهدوية لأن الواقع والأدلة تؤكد لنا أن أصحاب النيابة العامة (مدعي المرجعية) لا علاقة لهم بالمهدي مطلقًا وذلك لأسباب منها :
1-لا يوجد أي دليل على أعلميتهم ولا حتى على إجتهاد بعضهم.
2-لم نرَ أو نسمع أو نقرأ صدور أي مؤلف يتكلم عن القضية المهدوية يهيئ الأذهان لحركة الظهور المقدس من قبل هؤلاء المتصدين.
3 -لم نقرأ أو نسمع أو نشاهد موقفًا من المتصدين إزاء الحركات الضالة التي تدعي الإنتساب ( السفارة الخاصة ) بالمهدي؛ حيث كثرت الشبهات وكثرت تلك الحركات ومع اتساع دائرتها اتسعت دائرة صمت المتصدين لعنوان المرجعية وكأن القضية فيها إمضاء مشرعن لمثل هذه الحركات!! ومن يقول إنهم لم يشرعنوا لتلك الحركات فلا يبقى لنا إلا أن نقول – وهذا الواقع - إنهم لا يمتلكون العلم للرد على هكذا حركات وهم عاجزين فكريًا وعلميًا أمامها..
أما أصحاب الحركات الخاصة أو النيابة الخاصة فهؤلاء قد أساءوا وبكل وضوح للقضية المهدوية وجعلوا من اسم وعنوان المهدي عرضة للسخرية والاستهزاء حتى صار المجتمع لا يتقبل اسم وعنوان المهدي؛ فلو ظهر الآن المهدي-عليه السلام- فإنه سوف يحارب بشدة بسبب هؤلاء الضالين المظلين؛ وبسبب هؤلاء جميعًا تكمن معاناة إمامنا-عجل الله تعالى فرجه الشريف- الذي يعاني من جهل الناس بسبب المتصدين لعنوان المرجعية ويعاني المحاربة والاستهزاء بسبب أصحاب النيابة الخاصة؛ وهؤلاء بمجموعهم حاربوا المهدي من خلال التغييب على المرجع الأعلم الجامع للشرائط الذي من خلاله يمكن التمهيد والتهيئة للإمام سلام الله عليه؛ لكن هؤلاء عملوا على محاربة الإمام من خلال محاربة من يقوم مقامه ويمهد له ولحركته المقدسة ويهيئ الأرضية الواقعية والفكرية لتقبل الظهور المقدس...
فالمرجع الأعلم يقوم أولا؛ بدفع كل الشبهات التي تثار حول قضية الإمام المهدي وهذا ما لمسناه ووجدناه عند المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دون غيره؛ فهو المرجع الوحيد الذي أصدر المؤلفات حول قضية الأمام هذا من جهة ومن جهة أخرى تصدى لدفع كل الشبهات المطروحة من قبل أصحاب الحركات الضالة وأبطل تلك الحركات فكريا من خلال العديد من البحوث والمناقشات الفكرية؛ أما ثانيا فهو المرجع الوحيد الذي يمتلك دليل على أعلميته على جميع المتصدين وهذه العلمية هي التي تمكنه من تهيئة العقول والنفوس لتقبل حركة الظهور المقدس وكذلك وقبل كل شيء هو من يستطيع أن يوحد الناس جميعًا تحت راية واحدة من أجل تحقيق القاعدة التي ينتظرها الإمام- عجل الله تعالى فرجه الشريف- لذلك عمل الجميع على محاربة المرجع الأعلم وهم بذلك حاربوا الإمام المهدي-سلام الله عليه- وهذه هي معاناة إمامنا بسبب هؤلاء .