بقلم : احمد الملا
تعد المناظرة العلمية من الأساليب التي تكشف الحقيقة للناس ؛ فإذا تخاصم طرفان على قضية معينة يلجأ الطرفين للمناظرة حتى يثبت أحقية طرف وبطلان الآخر؛ وهذا أمر معروف عند الجميع ؛ ولهذا طلب موسى -عليه السلام – المناظرة من فرعون حتى يكشف للناس صدق دعوته وبطلان دعوة فرعون؛ فكان الإتفاق في يوم الزينة فجمع فرعون السحرة وجاءهم موسى وحده فحصلت المناظرة بينهم فكانت النتيجة لصالح نبي الله موسى – عليه السلام – وإنكشفت حقيقة فرعون وبطلان دعوته وثبت هذا لكل الحاضرين فآمن بنو اسرائيل بدعوة موسى – عليه السلام – وإلتحقوا به ولم يبقى إلا المعاند أو الذي يخاف من بطش فرعون ...
ومن خلال هذه الواقعة أخذ الكهنة الدرس والعبرة وخصوصًا كهنة آخر الزمان الذين يدعون التدين ويدعون العلم والأعلمية؛ فهم ينظرون إلى فرعون إنه غبي كونه قبل بالمناظرة ووافق عليها وأمام الناس !! وهذا ما جعله يسقط تلك السقطة المميتة التي نزعت عنه الربوبية الذي كان يدعيه فصار في نظر الجميع بما فيهم الذين لم يؤمنوا بموسى وبقوا متمسكين بفرعون صار في نظرهم إنسان عادي وأتضح لهم كذبه لكن من بقي كان بسبب الخوف والجاه والمال وحب الدنيا ؛ لهذا أخذ الكهنة مدعي العلم هذا الدرس من سقطة فرعون التي يعتبرونها غباء منه ؛ وعلى ضوء هذه الواقعة نجدهم يرفضون المناظرة العلمية خوفًا من أن يقعوا بما وقع فيه فرعون وتتضح حقيقتهم للناس...
فالمرجع الصرخي الحسني قد استخدم أسلوب المناظرة مع مدعي المرجعية والأعلمية لكنهم صكوا أسماعهم وغضوا أبصارهم واستغشوا ثيابهم عن دعوة المرجع الصرخي الحسني للمناظرة العلمية ظنًا منهم إنهم يستطيعون أن يخلصوا أنفسهم من نتائج عدم القبول بالمناظرة وتوقعوا إنهم أصحاب دهاء وأذكى من فرعون !! لكن واقع الحال يكشف للجميع إن هؤلاء الكهنة هم أغبى من فرعون لأن الهروب من المناظرة العلمية يعطي نتائج أفضح وأفضع من المواجهة والقبول بالمناظرة؛ فالهروب يكشف الضعف والجهل وعدم امتلاك العلم عند هؤلاء بينما الموافقة على المناظرة والقبول بها هذا يدل على إن الذي قبل بها هو يمتلك علم لكنه قد لا يكون الأعلم؛ كما حصل مع سحرة فرعون فهم كانوا يملكون العلم ولذلك قبل فرعون بالمناظرة مع موسى – عليه السلام – لكنه اتضح فيما بعد إن علمهم ما هو إلا قطرة في بحر علوم الأعلم على خلاف الذي يهرب من الموجهة العلمية فهو يثبت إنه لا يملك تلك القطرة بل هو فارغ تمامًا وهذا ما يجعل فرعون أذكى وأدهى من كهنة المعبد في آخر الزمان وهم أغبى منه.
والآن نقول ونجدد الدعوة : من كان يملك العلم فليتفضل ويناقش كتاب الفكر المتين الذي هو دليل أعلمية المرجع الديني السيد الصرخي الحسني على الجميع ومن يجد فيه من المتصدين ركاكة أو إشكال نحن ملزمون بتقليده ؛ فهل هناك من هو بذكاء فرعون ؟ هل هناك من يملك العلم ؟ هل هناك من يقول الآن الأعلم ويناقش الفكر المتين ؟ دعوة موجهة لكل المتصدين ممن يدعي العلم و الأعلمية.