بقلم : احمد الملا
دائمًا ما نسمع بمؤتمرات محلية وعالمية تتحدث عن حوار الأديان والتقارب بين الأديان هدفها هو التقريب بين الأديان والسعي لتحقيق التعايش السلمي ؛ لكن هذه الحوارات والمؤتمرات والتي دائمًا ما تعقد لم نجد لها أي أثر على أرض الواقع فهي تبقى عبارة عن مؤتمرات وصرف أموال وتحقيق مكاسب إعلامية وعند انتهاء هذا المؤتمر أو ذاك ينتهي معه كل حوار سلمي أو حوار تقارب وسبب ذلك إن هذه الحوارات أو المؤتمرات التقريبية لا تمتلك المقوم الأساس لها وهو وجود الشخصية الدينية الأرجح لتمثل هذا الدين أو ذاك؛ وهذا ما نلحظه على مستوى التمثيل الإسلامي بشكل عام وعن المذهب الشيعي بشكل خاص؛ فمن يتصدى للتمثيل الإسلامي يكون عبارة عن شخص غير أعلم ؛ نعم قد يكون الممثل عالم لكنه غير أعلم فالأعلم يكون ملمًا بكل تفاصيل دينه ومذهبه وحتى باقي الأديان ويستطيع التعامل مع نظرائه الآخرين من خلال ما يملكه منظومة علمية متكاملة وبهذا يستطيع أن يؤثر في الآخرين من خلال علمه وتبحره فيه ...
أما إذا كان المتصدي غير أعلم فنجده يكون كلامه عبارة عن مجاملات خالية من أي محتوى علمي ولا يؤثر بالآخرين بل نجد العكس حيث هو من يتأثر بهم ويصبح إملاء الأفكار والأطروحات عليه سهل يسير ويكون في الوقت ذاته عاجزًا عن إيصال الفكر الصحيح لدينه؛ وهو ما يكون سببًا في فشل تلك الحوارات التي وكما قلنا مدتها فقط تكون محصورة في ساعات انعقاد المؤتمر؛ لذلك نقول إن حوار الأديان لا يمكن أن يكتب له النجاح أو تحقيق -على أقل تقدير - نسبة من نتائجه على أرض الواقع ما لم يكن المتصدي أو الممثل الحقيقي هو المرجع الديني الأعلم الجامع للشرائط الذي هو يستحق أن يكون المحاور عن دينه ومذهبه لأنه هو الأعلم وبغيره من أديان ومذاهب ...
ولهذا نقول إن أي حوار أديان يحصل ولا يوجد فيه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني أو من ينوب عنه فإنه حوار كتب عليه الفشل من البداية ؛ وذلك لأن السيد الصرخي الحسني هو المرجع الديني الأعلم بما يملك من أدلة علمية وشرعية أخلاقية تثبت ذلك والتي عجز جميع المتصدين من أن يجدوا أي إشكال فيها ومن أمثلتها كتاب الفكر المتين؛ كما إنه استطاع أن يعيد صياغة التاريخ الإسلامي بصورة عامة ويحلله تحليلا موضوعيًا دقيقًا وبطريقة متفردة بحيث أطاح برموز التشدد والتعصب والتكفير وفضح ضحالة فكرهم السقيم وبين للعالم اجمع أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام ولا يمثلون مذاهبه سواء كانوا من الشيعة أو السنة ؛ ولهذا هو المرشح الوحيد بأن يكون ممثلًا للدين الإسلامي في أي مؤتمر لحوار أو تقارب أديان يعقد.