بقلم : احمد الملا
تعد قضية الإمام المهدي-عليه السلام- من القضايا المهمة والرئيسية في الفكر والعقيدة الإسلامية بصورة عامة ؛ حيث ينتظر المسلمون هذه الشخصية التي بشرهم بها الله تعالى على لسان نبيه- صلى الله عليه وآله وسلم- لتخليصهم من كل أشكال الظلم والجور والطغيان وينشر العدل في ربوع الأرض؛ وهو المخلص عند باقي الأديان بما فيها غير السماوية بحيث تعتقد تلك الأديان بوجود شخص مختار يظهر في آخر الزمان يخلصهم من الظلم والفساد السائد...
لكن أصبح اسم وعنوان المهدي الذي بشر به الإسلام عند باقي الأديان والمجتمعات بل حتى عند بعض المسلمين هو عبارة عن عنوان للإرهاب والقتل والتخريب وسفك الدماء والسلب والنهب وهذا بسبب من إنتحل عنوان وصفة المهدوية أو تقمص دور الممهد والمصلح وهو في الحقيقة بعيد كل البعد بشكل أساس عن قيم الإسلام ؛ لكنهم رفعوا هذه العناوين من أجل استعطاف الناس وكسب ودهم وثقتهم ؛ الأمر الذي إنعكس سلبًا على القضية المهدوية الحقة وعلى المهدي- عليه السلام- لكنه سلام الله عليه وكما يقول المرجع الديني المحقق السيد الصرخي الحسني في إحدى محاضراته ((ليست قضية المهدي عبارة عن مليشيات وقتل وتقتيل وإجرام وأموال ورشا ومناصب وسياسة واحتيال وسرقات وفساد، ليس هذا هو المهدي سلام الله على المهدي، المهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوي وإيثار وأخلاق، أمّا أرفع اسم المهدي وعنوان المهدي وارتكب المحرمات والفساد وأفسد في الأرض، ما هو فرقه عن الذي يحمل اسم النبي واسم الخليفة الأول أو اسم الخليفة الثاني أو اسم الصحابة أو اسم أمهات المؤمنين، ما هو الفرق بين هذا وهذا، هذا يشوه صورة الإسلام وصورة الصحابة وأمهات المؤمنين والرسالة الإسلامية وذاك أيضًا يشوه صورة الإسلام وأهل البيت والرسالة الإسلامية، لا يوجد فرق بين هذا وهذا، هذا معول يهدم وهذا معول يهدم ))....
فهذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها المسلمون الذين بدأوا يخافون من عنوان واسم المهدي في المقام الأول وباقي الناس في كل أصقاع المعمورة؛ بحيث يجب أن تزال تلك الصورة القاتمة التي رسمت في أذهان الجميع عن المهدي- عليه السلام- بسبب أفعال وجرائم وقبائح الذين رفعوا عنوان وشعار المهدوية ونسبوا أنفسهم لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ؛ ولهذا أصبح لزامًا علينا أن نبين أن المهدي سلام الله عليه هو تقوى ووسطية وأخلاق لا قتل أو إرهاب وفساد ونوضح ذلك بشتى الطرق والوسائل المتاحة والممكنة ومن بينها طور الراب المهدوي الإسلامي ذلك الطور الذي بات محببًا ومرغوبًا عند الشباب العراقي بالإضافة إلى أنه من الأطوار الشائعة في كل بلدان العالم؛ فننقل للعالم تقوى ووسطية وعدالة ورحمة وأخلاق المهدي- عليه السلام- من خلال هذا الطور ونصحح الأفكار عند الجميع ونعيد للأذهان الصورة الجميلة لهذا المخلص الإلهي الذي بشرت به كل الأديان.