بقلم : احمد الملا
من أبرز صفات التشابه بين الإمام المهدي – عليه السلام – ونبي الله عيسى – عليه السلام – هو اختلاف الناس فيهما؛ ففي عيسى – عليه السلام – اختلف الناس في مسألة الصلب أو القتل؛ فهناك من يقول إنه قد صلب وهناك من يقول إنه لم يصلب ؛ وهناك من يقول إن الله تعالى قد رفعه إليه وهناك من لا يعتقد بذلك وهناك من ينكر نبوة عيسى – عليه السلام – بصورة عامة وهم اليهود؛ وكذلك الإمام المهدي – عليه السلام – فقد اختلف فيه الناس ؛ فهناك من يقول إنه مولود وغائب؛ وهناك من يقول إنه غير مولود لكنه سوف يولد في آخر الزمان ؛ وهناك قسم آخر ينكر وجود المهدي مطلقًا ...
لكن الأخبار التي تتحدث عن قيام المهدي – عليه السلام – في آخر الزمان وصلاة نبي الله عيسى – عليه السلام – ويساعده في قتل الدجال قد بلغت حد التواتر وهذا ما بينه المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني أن الأحاديث قد تواترت حول خروج المهدي في أخر الزمان وقد أشار إلى هذا الموضع خلال المحاضر الأولى من بحثه الموسوم (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) حيث قال سماحته {{... قال الحافظ أبو الحسن الآبري )قد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلًا، وأنّ عيسى- عليه السلام- يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسى خلفه)، وقال أيضًا: (قد علمت أنّ أحاديث وجود المهديّ وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- من ولد فاطمة- عليها السلام- بلغت حد التواتر المعنوي فلا معنى لإنكارها ...)....}}...
فهذه الأخبار تؤكد إن من اختلفت الناس فيهما ؛ عيسى والمهدي – عليهما السلام – فإن الناس سوف تجتمع عليهما وعلى منهجهما وتتوحد البشرية تحت ضل قيادتهما؛ فعيسى – عليه السلام – سوف يصلي خلف المهدي – عليه السلام – حتى يبين للجميع إن الإسلام هو الدين الحق وهو خاتم الأديان وإن الرسول محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – هو خاتم الأنبياء وإن الإمام المهدي – عليه السلام – هو المنقذ والمخلص للبشرية الذي بشرت به كل الأديان؛ وبذلك يجتمع الناس كل الناس على عيسى والمهدي – عليهما السلام – ويتحقق الوعد الإلهي والبشرى الإلهية وينتهي بذلك كل الخلاف الموجود بين البشر ويصبح الدين واحد والرب واحد والإمام واحد .