بقلم :احمد الملا
مما لا خلاف عليه إن الإمام الحسين – عليه السلام – يمثل الخط والمنهج الرسالي المحمدي فهو أي الحسين – عليه السلام – كان ولا زال لا يمثل طائفة دون أخرى ولا مذهب دون آخر بل الحسين يمثل الدين والإسلام والرسالة التي جاء بها خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وآله وسلم – فلا يمكن للشيعة أن يجعلوا أو يحجموا اسم وعنوان الحسين – عليه السلام – بمذهب أو طائفة وينسبونه لأنفسهم فقط وفقط كما لا يمكن للسنة بمختلف طوائفهم أن يجعلوا الحسين – عليه السلام – من الشيعة وأن يظهروا العداء أو المقت للحسين بسبب تصرفات منتحلي التشيع التي هي بعيدة كل البعد عن الرسالة السماوية الإلهية التي جاء بها محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وضحى الحسين – عليه السلام – بنفسه وعياله وأهله وأخوته وصحبه من أجل ترسيخ قيمها ومبادئها ، فمن الخطأ بل من الجهل أن ينسب الحسين – عليه السلام – لطائفة أو يظهر له العداء بسبب تصرفات غير مسؤولة من ناس نسبوا أنفسهم له؛ فهو سلام الله عليه يمثل امتدادا طبيعيا للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وممثل له وهذا يعني إن الحسين – عليه السلام – هو لكل المسلمين ورحمة للناس كافة ...
فكل من يخالف الثوابت والمبادئ الحسينية من المستحيل أن يكون مسلمًا لأن الحسين – عليه السلام - يمثل الدين والإسلام بصورة عامة؛ وحتى ثورته الخالد لم تأتِ إلا من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدما أصاب الأمة الإسلامية الإنحطاط الديني والعقائدي والفكري والأخلاقي وكثر الفساد والإفساد حتى وصل الأمر أن يكون من إنتحل عنوان الخلافة سكيرًا، لذلك فإن الحسين – عليه السلام – وبثورته لم يكن يمثل طائفة أو مذهب أو فرقة بل كان ممثلًا للإسلام وللرسالة الإلهية المحمدية؛ وكما يقول السيد الأستاذ الصرخي في بيان "محطات في مسير كربلاء " .....
{{... لا أرى الموت إلّا سعادة .... بسم الله الرحمن الرحيم { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة/16، ها هو كلام الله المقدس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الزبد والضارّ ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتخذ بطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين - عليهم الصلاة والسلام - فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب جلّ وعلا ونيل رضاه وجنّته، وفي كربلاء ومن الحسين - عليه السلام - جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي، حيث قام - عليه السلام - في أصحابه وقال : ( إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُه ألَا تَرَون أنّ الحقِّ لا يُعمَل به، والباطلِ لا يُتناهى عنه؟!، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَمًا )....}}.
فمن كان ينسب الحسين – عليه السلام – لنفسه أو لطائفته أو مذهبه فهو واهم ؛ وكذلك من ينسبه إلى طائفة ويجعله رمزًا لطائفة أو مذهب آخر فهو واهم ؛ لأنه وكما قلنا الحسين امتداد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي هو جاء رحمة للعالمين فهو إذن للعالمين ولكل البشرية ولكل المسلمين .