بقلم : احمد الملا
قبل عدة أيام كان لي حوار مع أحد الأشخاص الأصدقاء في مدينتي وهو يقلد أحد المتصدين وأثناء النقاش عن الأعلمية وبعدما اثبت له بالدليل إن السيد الأستاذ الصرخي الحسني هو الأعلم من خلال ما طرحه من أدلة علمية أصولية وفقهية عالية والتي سجلت فيها إشكالات على جميع المتصدين ولم يستطيعوا أن يدفعوا منها إشكالاً واحدًا على اقل تقدير وإن صاحبه ليس مجتهدًا بالأساس وهذا ينفي عنه عنوان الأعلمية وكل العناوين الأخرى ؛ فاجئني بقوله (( والله لو رأيت نعل فلان – يقصد مرجع تقليده – يذهب بنا إلى النار لأتبعته)) !! وهذا التصنيم بحد ذاته وإلغاء العقل وتحكيم العاطفة والعناد والضلال ؛ فبينت له إن هذا الأمر ليس من الدين وليس من عقائد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية وضربت له مثال من الموروث العقائدي الشيعي وهو ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة ...
حيث جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة والتي يقرأها كل الشيعة والتي هي مروية عن الإمام الهادي – عليه السلام - ما نصه (( ... اللّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الاَخْيارِ الأَئِمَّةِ الاَبْرارِ لَجَعَلْتَهُمْ شُفَعائِي ...)) وهذه الفقرة من الزيارة تحمل معنى كبير وذو أثر بليغ في العقول والنفوس ألا وهو :
إنه لا يمكن التصنيم والتمسك بالعاطفة والهوى والميل النفسي بل يجب إتباع الأثر والدليل العلمي وإتباع الحق وحملته ولا نكون في خانة أهل العناد ؛ فعندما يقول الإمام ( لو وجدت شفعاء اقرب إليك من محمد وآله لجعلتهم شفعائي ) يعني إن المسألة لا تتعلق بالأسماء والعناوين مهما كانت بل القضية تتعلق بالقرب من الله تعالى وبما يحمله الإنسان من علاقة قائمة على مكانة مقدسة تجعله يكون شفيعًا عند الله وهذه المكانة بكل تأكيد حصلت نتيجة ما يملكه هذا الإنسان المقرب من علم وطاعة وتقوى مكنته من الوصول لهذا الرقي؛ لذلك فإن الإمام الهادي – عليه السلام – يعطينا درس في عدم التمسك بالهوى والعاطفة والأسماء والعناوين مهما كانت رنانة وغريبة وموسيقية وأجنبية وووو بل يجب أن يكون تمسكنا بمن يقربنا إلى الله وهو صاحب الحق والداعي له وحامل لواءه الذي يملك الدليل الشرعي العلمي الأخلاقي على إنه يمثل الخط الإلهي ، وخلاف ذلك فالإنسان يكون من المعاندين الذين يخلدون في النار لعنادهم ...
فإن إتباع الأعلم ( مهما كان شخصه نبي أو إمام أو مرجع أعلم ) سببه وضرورته هو لأنه يمثل الخط الإلهي في الأرض وإن في هذا الإتباع هو الخلاص من النار في الآخرة والنجاة في الدنيا من الفتن ومضلاتها وليس إتباعه من أجل شخصه وأسمه وعنوانه البراق فالأسماء لا تشفع في الآخرة ولا تنجي في الدنيا.