بقلم : احمد الملا
طبعا قد يولّد العنوان انطباعًا غريبًا عند القراء ؛ فالفكر المتين كتاب أصولي للمرجع المحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني وهو عبارة عن موارد أصولية رد فيها على المتصدين ممن سجلوا إشكالات على السيد محمد باقر الصدر، لكن السيد الصرخي الحسني من خلال هذا الكتاب دفع تلك الإشكالات وثبّت مباني السيد محمد باقر الصدر من جهة وأثبت أعلميته – اي السيد الصرخي - على كل المتصدين خصوصًا إنهم لم يستطيعوا أن يدفعوا ولو إشكالًا واحدًا سجل عليهم في هذا الكتاب؛ وهو كتاب حديث لم يصدر إلا منذ اقل من عشرين عاماً !! لاحظوا عشرون عامًا ولم يستطع أحد من المتصدين أن يدفع إشكالًا واحدًا من هذا الكتاب أو يجد ركاكة علمية فيه !! أمر غريب أليس كذلك !! المهم فكيف تكون لهذا الكتاب علاقة بالكتب المقدسة ؟ هل فيه بشارة ؟ هل فيه نبوءة ؟؟!! وما هي تلك العلاقة ؟؟!!...
نقول ليس بشارة ولا نبوءة في الكتب المقدس ذكرت كتاب الفكر المتين ؛ بل ما ذكر هو الدعوة إلى إتباع الأعلم الذي يمثل إرادة الله تعالى وخليفته في الأرض من أنبياء وأوصياء وصالحين – عليهم السلام أجمعين - وإنهم جاءوا إلى الناس من أجل هدايتهم وتصحيح مسارهم الذي انحرف بسبب أئمة الضلال والفساد ؛ وهؤلاء الأنبياء والصالحين والأوصياء جاءوا بمعاجز كأدلة ومؤيدات تؤكد صدق دعواهم ؛ فكانت هذه المعجزة أو تلك تدل على صدق دعوة هذا النبي أو ذاك وهكذا ؛ فكان كل من يؤمن ويعتقد بهؤلاء الأنبياء والصالحين تكتب له النجاة من البلاءات والفتن والعقوبات الإلهية، أما من لا يصدق بهم أو يصدق بهم لكن لا يتبعهم – عنادًا - يكون مصيره الهلاك؛ لذلك فمن الواجب العقلي والشرعي أن نأخذ العبرة من تلك القصص والروايات الموجودة في الكتب المقدسة ...
مثلًا يذكر لنا الكتاب المقدس مسألة عصا موسى – عليه السلام – وتابوت الشهادة فمن آمن بصدق دعوة موسى بعدما شاهد الإعجاز الذي حققته تلك المعجزتين واتبع موسى – عليه السلام – نجى من الهلاك والغرق ؛ فبالعصا فلق البحر لبني إسرائيل ونجوا من بطش فرعون؛ وتابوت الشهادة أيضا فلق نهر الأردن واستطاع بني إسرائيل العبور وأن يصلوا إلى أرض كنعان التي وعدوا بها ؛ فالناس أو بني إسرائيل عندما شاهدوا تلك المعجزات التي اعجز بها موسى – عليه السلام – أعدائه ، آمنوا به وصدقوا بنبوته ورسالته لذلك نجوا من الفتن ومضلاتها ومن الهلاك والغرق ؛ وهكذا باقي الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ؛ فكانوا ما يملكونه من معجزات هي عبارة عن فكر متين أي عبارة عن حجج وأدلة دامغة تؤكد صدق وصحة دعواهم وبدليل عجز الآخرين عن ردها أو الإتيان بمثلها على أقل تقدير...
لذلك ((( أقول ))) إن الفكر المتين له علاقة بالكتب المقدسة لأنه يمثل في وقتنا الحاضر معجزة علمية أعجزت جميع المتصدين والمدعين من الرد عليها أو الإتيان بمثلها ؛ ومن اتبع صاحب الفكر المتين فإنه لا محال سيكتب له النجاة في الدنيا من الفتن ومضلات الفتن ومن العذابات ومن الغرق والهلاك ؛ كما سيكتب له النجاة في الآخرة؛ وكمثال بسيط على ذلك الآن، نجد إن الشباب الذي إلتحق بمرجعية السيد الصرخي الحسني يعيش حالة من الاستقرار والإطمئنان النفسي والقرب من الله تعالى ويعيش في فيوض تربوية وأخلاقية ودينية وحصانة فكرية تمكنه من مواجهة كل أنواع الإنحلال التي أصابت المجتمع الذي ترك الأعلم وترك إتباع الحجة والأدلة وتمسك بمن هو مدعي وغير أعلم ولا يملك دليل ليغرق في بحر الفتن المتلاطم، فعلاقة الفكر المتين بالكتب المقدسة هي علاقة العِبرة والعظة ؛ علاقة تحكيم العقل وإتباعه والتمسك بالدليل الشرعي الأخلاقي؛ فهو دليل شرعي كما إن معجزات الأنبياء دليل شرعي .