دولــة رابـعــــة
ان هذه الدولة التى لم تدم طويلآ كنت يومآ احد قانطيها دعونى احكى عن ايامها ولياليها عن مكانها وعنونها عن الحب الدائر هناك عن العزة والكرامة والحياء عن الفرح والحزن والبكاء عن شبابها ونسائها وعجائزها ورجالها عن وفودها وزورها عن دستورها وقانونها عن الحرية والعدالة عن مدارسها ومعلميها عن هدوءها وسكينتها عن معالمها وتاريخها بدء تاريخ هذه الدولة عندم هجر سكانها من وطنهم الذى استعدوه بعد ثورة مجيدة حقوقوا فيه انتصارات عظيمة وكبيرة واسقطو نظامآ فاسدآ وفاشيآ نهب البلاد والعباد لسنوات طويلة ثم جاء الوقت الذى سعوا فيه ان تعود بلادهم الى المسار الذى يجب ان تكون عليه الا انه وكما يحدث بعد كل الثورات يكون هناك فرقاء الكل يريد ان يكون له وطنه الخاص فما كان عليهم الا انهم اختاروا العمل واعادة البناء لدولة منهكة يأن اصحابها تحت ضربات الفقر والمرض الا ان هناك قوى شر وظلام تعمل فى الخفاء لأعادة النظام البائد مرة اخرى واخذت تصنع العراقيل امام الدولة الناشئة لكى تسقطها بعد ان نجحت هذه القوى فى شق الصف الثورى وتأمر الجميع على الدولة الناشئة فى الداخل والخارج وجمعهم هدف واحد سقوط هذه الدولة بأى ثمن وما كان على ناشىء هذه الدولة الجديدة الحديثة القائمة على الديمقراطة والحرية بمفهوم واليات العالم الحديث بعد ان اعطت الجميع فرصة المشاركة فى بناء هذه الدولة الا انهم ابو واستكبروا استكبارا واسقطوا كل المؤساسات المنتخبة الواحدة تلو الاخرى بحكم الدولة العميقة الفاسدة التى كانت تعمل بتوازى فى الخفاء وما كان يبنى تهدمه فما كان للثوار الا العودة مرة اخرى الى الميدان ولكن بعد فوات الاوان بعد ان سكنته قوى الشر والظلام فما كان على الثوار الى ان يتجهوا الى ميدان اخر نقى وقد كان ميدان او دولة رابعة الصمود وكان نوة هذه الدولة المسجد الذى اسس على التقوى واخذت الدولة منه دستورها وقونينها وعاشت ايامآ قليلة احتوت مئات الالاف مابين مقيم وذائر كان يومها يبداء من قيام اليل حتى صلاة الفجر ثم ينمون وعين الله تحرصهم وهم لا يكن لأحد كرهآ او ضغينة ثم يستيقذوا باكرآ لذهاب الى اعمالهم والعودة لتلقى دورس العلم والدين وكان اذا اذن للصلاة تركوا كل شىء ووقفوا بين يدى ربهم يدعوا لوطنهم وامتهم ونصرة المظلمين والمقهورين فى هذا العالم كان كل شىء بنظام وتناغم كنت استغرب وان اقف وسط طوابير طويلة من اجل دخول الحمام لخمسة دقائق فقط ثم اذهب الى طوابير اخرى لكى اتوضأ ثم طوابير اخرى لكى اصلى ولم يتذمر احد او يشتكى او ينفر بل كنا نستغل هذه الطوابير لكى نتبادل اطراف الحديث عن الدين والوطن عن كل شىء فى البلاد تعلمت الكثير هناك تعلمت كيف اصلى على الاسفلت فى شدة الحرارة تعلمت الصبر والجلد كنا نقتسم طعامنا لا فرق بين غنى وفقير يأتى الجميع بطعامه ونأكل سويآ والبركة تعم المكان والاطفال من حولنا تغرد كالعصافير والذوار يدخلون ويخرجون رغم كل ما قيل من كذب وتدليس كانت دولة رابعة هى دولة العدل والمساوة دولة الحق التى كان يريدو الثوار لها ان تسود فى كل ارجاء المعمورة وتكون الرادع لكل من تسول له نفسه اعادة دول الظلم والضلال الا ان انها دفعت ثمن غاليآ راح ضحيتها افضل ابنائها وشبابها ونسائها ضحية عدوان نال بحق جريمة العصر مذابحة رابعة هدمت هذه الدولة لكن سلمت الراية الى جيل جديد يعلم الدنيا معنى الصبر والصمود من اجل اقامة دولته دولة العدل والمساوة تحية الى شهداء رابعة والنهضة ورمسيس والمنصة والحرس الجمهورى تحية الى كل شهيد يسقط كل يوم بيدى الطاغية تحية لهم من كل قلب(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّ