فيروسات انقلابية
ان المشهد الذى بدى عليه العالم العربى بعد ثورة الربيع من حالة تململ واضح اصابت الشارع العربى نتيجة الانعكاسات التى حدثت بعد هذه الثوارت التى لم يعتاد عليه الشارع العربى فهو دئمآ كان الديكور الذى يزين الانقلابات فى الماضى ولم يكن بيديه اى شىء يفعله لكى يخلص نفسه من حكم الاصنام التى اذلته ونهبته وقتلته الا ان يهلل للوافد الجديد من البطانة الفاسدة املآ فى ان تتغير الاوضاع وكانت دائمآ ما تخرج الجماهير لتؤيد انقلاب عسكرى اعتقادآ منها انه المخلص لما هى عليه من سوء حالة من التهميش والجهل والمرض وتخرج الجماهير لتنصب ديكتاتور عليها من جديد يمارس نفس اسلوب اسلافه من الذين حكموا لعقود من القمع والتنكيل والسلب والنهب لثروات تلك الشعوب فى ظل خنوع وانكسار هذه الشعوب المغلوبة على امرها امام تلك السلطة المدعومة من امثالهم من الفاسدين فى حكم شعوب اخرى تعانى نفس المعناة ومن قراصنة الغرب وامريكا الداعامة لتلك الانظمة والتى تنال نصيب الاسد من تلك الثروات الا ان الثورة التونسية والتى تلتها الثورة المصرية اعطت الامل فى ان التغير قد ياتى على ايدى الشعوب ويمكن لها ان تتحرر من قيود الاستعباد وحكم الاصنام وتوالات الثوارت العرابية من المغرب العربى الى المشرق العربى وتلاحمت الريات مع بعضها لتردد شعار واحد يتردد صده فى كل ارجاء المعمورة الشعب يريد اسقاط النظام فأرتعد الجميع خوفآ من المارد القادم من قلب الشعوب الاسلامية التى كانت فيما مضى ام الحضارات التى علمت العالم الحديث مبادىء العلوم والحساب والفلك والتاريخ والشرعية المحكومة بالشريعة التى سار العالم على مبادئها وقونينها بأختلاف المفاهيم وبنيت حضارات جديدة على انقاضها بعد ان انهكتها فيروسات الانقلابات والمؤمرات والدسائس التى استطاعت ان تضعف هذه القوى فى ظل حكم الخونة والعملاء ان المشهد الذى نراه الان وما يحدث من حولنا هو صورة من الماضى تمامآ لكن هذه المرة العدو ارد وئد هذه الثورة من مهدها بسلاح الماضى لانه يدرسنا جيدآ ويعرف تاريخنا جيدآ ونقاط قوتنا وضعفنا فعمل على اعادة فيرس الانقلاب الى الجسد المنهك ليريحه من عناء وشقاء حمل الراية بتعاون مع جرثومة التخلف التى تسيطر على مايسمى مفهوم الدولة العميقة لكن صمود الجيل الجديد من الذين عاشوا وذاقوا طعم الحرية التى صنعوها بأيدهم فى الميادين متحدين الة القتل الجهنمية التى تقتل دون تميز والتى يزداد جنونها كلما راءت صدورهم العارية تتصدى لها تحية الى الصامدين فى الميادين والصابرين فى السجون والمعتقلات وتحية الى الثكالى والمكلومين الذى قدموا لنا نور عيونهم من ابناءهم وذويهم لنصرة الحق واعلاء كلمته فى سبيل لله وصدق فيهم قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }