الشعائر الحسينية عبادة وهي تعظيمٌ لشعائر الله
الشعائر الحسينية احدى مصاديق شعائر الله لأنَّها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بروح الإسلام، وجوهره, ومنه تستمد معينها، وعلى أساسه يقوم بناءها، ولعلَّ هذا هو سر التأكيد المتواصل من قبل أهل البيت العصمة والطهارة (ع) في إحياء ذكرى أحداث الطف؛ فإنَّها مجالس ذكر لله تعالى، يقول الإمام الصادق (ع) لداود بن سرحان: ((يا داود ، أبلغ موالي عني السلام ، وأني أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع أخر فتذاكرا أمرنا، فإنَّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله (تعالى) بهما الملائكة، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإنَّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا, ودعا إلى ذكرنا))
وقال ايضاً الإمام الصادق (ع) للفضيل بن يسار :يافضيل ((أتجلسون وتتحدثون ؟ قال : نعم . فقال (ع): أما أني أحب تلك المجالس, فأحيوا أمرنا, فإن من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).
وعليه يمكننا القول إن استعراض إحداث الطف, وترديد شعاراتها, وبيان سلوك قادتها في مختلف حالاتهم يتضمن أدانه صريحة لكل نظام مخالف لشرعة الله تعالى ؛ وكل طعنة سيف في عاشوراء هي طعنة لمفاسد الحكم في أي وقت, وكل نقطة دم أُريقت فداء للحق استمرت تعلن فداءها في رغبة الإنسان العامرة في الاستشهاد في سبيل مبادئه. ولهذا كانت الشعائر الحسينية نقطة تحول ملموس تركزت في بث روح الوعي والحماس في قلوب الاحرار ؛و تبعث الشعور بالمسؤولية إزاء كل الأوضاع المنافية لأحكام الله تعالى . وهنا لابد من ان نستذكر قول المرجع المحقق الصرخي الحسني في بيانه محطات في مسير كربلاء قائلا وناصحاً( الشعائر
لا بُدّ من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال: هل إنّنا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبّقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنّه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين (عليهما الصلاة والسلام ) ؟.
اذناقامة الشعائر الحسينية تعد مدرسة عبادية وتربويّة، تقدّم خلالها الحلول البنّاءة لما يمرّ على عالمنا الإسلاميّ من مشاكل ومحن. وهذا هو مضمون كلام الإمام الباقر عليه السلام لفضيل: "إنَّ حَدِيثَنا يُحْيي القُلُوب
قال تعالى :﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
ـــــــــــ
هيام الكناني