المحقق الصرخي -علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت
-- بقلم احمد الحياوي --
يقول الله تعالى( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
تزامن عهد إمامة الحسين بن علي-عليه السلام-مع حكومة معاوية. وبناءً على ما ورد في المصادر، أنّ الإمام الحسين-عليه السلام- كان له موقف معارض لحكم معاوية، فمنه توجيه رسالة تدين معاوية على قتل حُجر بن عَدِي، كما أنه-عليه السلام- في مُجريات مساعي معاوية لاستخلاف ولده يزيد استنكر ذلك على معاوية وأبى مبايعته، ففي مجلس حضره معاوية وآخرون، عارض فيه علانية بيعة يزيد وبيّن بعض صفات يزيد التي تدلّ على فسقه وانغماسه في الملذّات، وأكّد للحاضرين على مكانته وحقه-عليه السلام- بالخلافة والإمامة. ومن أهم المواقف السياسية المعارضة للسلطة الحاكمة هي الخطبة التي ألقاها الإمام-عليه السلام- في منى. ورغم هذا ورد أنّ معاوية كان في الظاهر يكنّ كامل الاحترام للإمام الحسين-عليه السلام- يتبع في ذلك الخلفاء الثلاث.
بقي الحسين-عليه السلام- على موقفه الرافض لبيعة يزيد حتى بعد هلاك معاوية واعتبرها غير شرعية، فبعدما أصدر يزيد أمراً بأخذ البيعة من الحسين-عليه السلام- وقتله في حالة امتناعه عنها، خرج الحسين-عليه السلام- مع أهل بيته من المدينة في اليوم الـ28 من رجب سنة 60 هـ متجهاً إلى مكة.
إن الولاية هي حق التصرف للمعصومين في حق العباد بتخويل من الله -سبحانه وتعالى- تنقسم إلى ولاية تشريعيّة وولاية تكوينية. والولاية التشريعية من مختصات الباري-جل وعلا- وقد منحها لرسوله الكريم محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- ومن بعده آهل بيته المعصومين-عليهم السلام- لِما يتميزون به من العلم والتقوى والورع ليكونوا هداة لتوحيد الباري-جل وعلا- من الشرك والضلال والجهل ليصبحوا عباد الله الصالحين. ولكن من في نفسه مرض يتشنج ويصيبه الحسد والغرور والتكبر فيعلن العداء لهم ويبذل قصارى جهده لمحاربتهم محاولًا إطفاء نورهم الساطع. وتحملوا ما تحملوا منهم، ولاامتيازاتهم فقد عجز المنافقون والقاسطون والمارقون من الوصول إلى درجة من الدرجات التي حصلوا عليها، ومن الجدير بالذكر ما قاله الرسول الأكرم-صلى الله عليه وآله وسلم- عندما سُئِل عن وجه الإنتفاع بالأئمة المعصومين وعن كيفية الإنتفاع بالإمام المهدي -عليه السلام- في غيبته، فقال: -صلى الله عليه وآله وسلم- (أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب)
ولكي نسلط الضوء أكثر على ولاية أهل البيت -عليهم السلام-
نذكر ما قاله الأستاذ المعلم الصرخي حول ذلك في المحاضرة {10} من بحث (الدولة.. المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلّم-) قائلا :
))ولاية أهل البيت -سلام الله عليهم- هي توفيق من الله-سبحانه وتعالى-، فمن رزقه الله أنْ يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت -سلام الله عليهم- فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أنْ نشكر النعمة، علينا أنْ نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أنْ نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا، أنْ نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم)) انتهى كلام المحقق الصرخي.
إن مَن تعلق بولاية أهل البيت كمَن كاد أن يغرق وجاء من يمد له يد المساعد فأنقذه. ألم تكن تلك نعمة وحياة جديدة؟ وأيضًا يشابه مَن أضل الطريق وكاد أن يهلك في صحراء مترامية الأطراف. وجاء مَن يدله على الطريق الصحيح ألم تكن تلك نعمة؟، وجاءت تلك النعمة لوجود قلب سليم عرف كيف يدعوا بدعاء صادق. أو أن يكون نعمة من الله-سبحانه وتعالى- للإنسان لعله يتذكر أو يخشى. ولولا الدعاء الصادق للبث في المتاهات وغياهب الجهل والظلام.
قال الرسول محمد-صلى الله علية وآله وسلم- [ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.[
.
https://e.top4top.net/p_998rghhr1.png