معالجة العجب والتكبر في فكر المحقق الصرخي
بقلم: ضياء الراضي
من الآفات المهلكة والمدمرة للإنسان وأعماله الصالحة هي العجب والتكبر حيث أن صفة التكبر هي صفة العلي القدير لأنه هو فقط الجبار المتكبر المنفرد بها-جلت قدرته - والعجب هو صفة إبليس اللعين لأنه هو أول من تعجب من عمله وكيف حاجج الله الجبار واعترض على قضية السجود لآدم-عليه السلام -فهذان الأمران الخطيران الإنسان مهدد بالتعرض لهما والإصابة بهم إلا أن هنالك أمور وعلاجات نفسية وروحية وعبادية تحد منهم وتعالجهما ومنها ترويض النفس لأفعال الخير وعدم الانصياع للنفس الأمارة بالسوء وكذلك لو تمعن الإنسان بأفعال الصلاة وهي عمود وبها تقبل الأعمال وتعد أفعال الصلاة وكيف يقف الإنسان ذليلا مسلمًا أمره بقيامه للعلي الجبار طالبًا العفو والمغفرة والرضا وكذلك لو تمعنا بالركوع الذي هو كيف يمد الإنسان برقبته ومحنيًا ظهره بلا تعالي ولا تكبر طالبًا قبول عمله ومن أفعال كذلك السجود وكيف يذل نفسه ممرغ جبينه بالتراب ساجدًا لرب العزة وكذلك إلتحاقه بالصلاة إذا كانت جماعة وكيف يصطف مع من هو أقل منه مالًا وولدًا وحسبًا ونسبًا فهذه الأفعال ما هي إلا ترويض للإنسان ومعرفة قدره أمام خالقه وعلاج لكل فعل مشين ومنها التعجب والتكبر وهنا إشارة من سماحة المحقق الصرخي بهذا الخصوص خلال بحثه الموسوم البحث الأخلاقي " معراج المؤمن " قوله:
(معالجة العُجُب والتكبّر
أفعال الصلاة تمثل أحد الأساليب العملية المناسبة لمعالجة العجب والتكبر عند الإنسان، كما في وقوفه ذليلًا صغيرًا أمام الله - تعالى - وعندما يركع ويسجد لله على نحو الذُّل والعبودية، وكما في التحاق المصلي بصلاة الجماعة فيكون في صفوف المصلين من هو أقل منه مالًا وولدًا وحسباً ونسبًا. ) انتهى كلام الاستاذ المحقق
هذه الأمور وغيرها وهذه الأفعال ماهي إلا أفعال فيها الخير والصلاح للنفس وردعها عن المعاصي والذنوب وعن الصفات المذمومة وفيها رقي وتكامل للإنسان مقتبس من البحث الأخلاقي " معراج المؤمن " لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله -
http://file4up.net/do.php?img=4603