الفيلسوف الصرخي .. زيارة المشاهد و الأضرحة المقدسة بين أصوات المدعين وخطر انتشار الوباء
احمد ياسين الهلالي
تتعالى الأصوات والصيحات من هنا وهنا في حث المؤمنين والمؤمنات للذهاب إلى زيارة مراقد أهل البيت-عليهم السلام- متحدين خطر الوباء الفيروسي المنتشر حاليًا في مختلف بلدان العالم ، بحجة توكلهم على الله تعالى ، وأن أهل البيت-عليهم السلام- هم جنة من وصول تلك الأمراض إلى أبدانهم وأجسادهم ، متناسين أن يدعموا ذلك التوكل بالشروط الموضوعية التي تتطابق مع الشرع والعقل والمنطق ، وبدون تلك الشروط فهو توكل ناتج عن جهل وعدم الشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى ورسوله وأهل بيته والمجتمع ، فإذا كان الله تعالى قد حذر رسوله من الغفلة والتهاون من خطر العدو الذي ينتهز الفرص للقضاء عليهم والتخلص منهم والرسول بينهم ، كما في قال تعالى (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) ، فكيف بنا اليوم من أن نغفل من عدو خطر غير مرئي يغتنم الفرص في الازدحام والاختلاط والتلامس للانتشار بيننا ونحن نوفر له جميع تلك الظروف الملائمة ، أهل البيت-عليهم السلام- دائماً يعلموننا أن نسير خلف ما تمليه علينا عقولنا وهي النبي الباطني ، لا أن نسير دون وعي خلف عواطفنا ورغباتنا ، لأن العواطف دون عقل هي مصيدة الشيطان للإنسان ، (إذن فالزيارة مستحبة والحفاظ على النفس واجب ، كما فعلها سماحة السيد الشهيد الصدر الثاني ( قدس سره الشريف ) في عهد النظام السابق من أجل الحفاظ على أرواح المؤمنين بعد رفضهم السير مشياً على الأقدام لزياره الإمام الحسين ،وكما وضحها سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني في تغريدة له على تويتر بقوله (فِي ٢٥ محرم ١٤١٩هـ ، الجُمعَة السّادِسةَ، الخُطبَة الأولَى، قالَ (طَابَ ثَرَاه): {إنّ حَديثَ الشّارِع الآن فِي المَسِير اِلَى الحُسَين (سَلامُ الله عَلَيه) رَاجلِينَ..لَكِن، طَبعًا، يُوجَد هُنَاك مَنْع...وَالشّيء الَذي وَدَدتُ أن اُشِيرَ اِلَيهِ، أنّنِي مِن هُنَا اطلُبُ مِن المَسؤولِينَ إجازَتَه}...{وَاَنَا حَسَب فَهمِي أنّ المَطلَبَ مَربُوطٌ بالسّيدِ الرّئيس مُباشرَة (أي:بصدّام حسين)، فَأنَا أطلُبُ منه إجازَةَ هَذا المَوسِم المُقَدّس والعَمَل الشّرِيف الدّينِيّ الّذي لَا سِياسَة فِيه، لَا سِياسَة فِيه}...{هو يَعلَمُ (أي: صدّام) وَكُلّنا يَعلَم أنَّنَا بَريئون مِن هَذا المَعنَى مِن السّياسَة وكل معنى سِياسِيّ، هذا لا رَبطَ لَه بِنَا لَا نَستَفِيدُ مِنَ السّيَاسَة وَلَا تفِيدُنا السِّيِاسَة}!!ثم قال ايضا- ثُمَ قَال: {الاجتِمَاعُ في الطّريقِ اِلى الحُسين (عَلَيه السَلام) كَالاجتِماعِ فِي زِيارَة المَعصومِینَ (سَلَامُ الله عَليهم) كَالاجتِماعِ فِي صَلَوات الجُمُعَات الّتي جَرَّبنَاها وَلَم يَكن فِيها أيَّ مَحذورٍ وَأيّةُ سِيَاسَة..انّما هو عِبَادَة مُستَحَبّة كَنَوافل الظّهرِ والعَصرِ، يُؤدّونَها اعتِيَادِي وَيَرجِعُون الَى بيوتِهم...ونأملُ مِن جَمِيعِ المُتَدَيّنِينَ والمُتَشَرّعِینَ..أن يَكونوا هَادِئينَ اذا ذَهَبُوا أن يَكونُوا هادِئينَ كَمَا انتُم الآن هَادِئين}...{فَمِن هذِه النّاحِيَة الأمَل أن يُجَاز، الأمَل أن يُجَاز..مَع العِلمِ أنّه لَيس فِيه مُضَاعَفَات وَلَيسَت فِيه أيَّة سِيَاسة}!...{لكِن مَع ذَلِك أقُولُ انّه إذا حَصَلَ المَنعُ امتَنِعُوا، لَايَفعَل أحَدٌ شَيئًا مِنكُم ايَّ شَيءٍ فِي هَذا الصَّدَد...إن ذَهبَتُم فاذهَبُوا بِهدُوءٍ وَإن مُنِعتُم فامتَنِعُوا بِهِدوء ) !! ، لذلك فالينظر الناس إلى الضرورة في اتخاذ المواقف من أجل الحفاظ على حياتهم وحياة أحبائهم ومجتمعهم .