زينب الكبرى ثورة الاصلاح والفكر ضد التطرف والظلم
بقلم سليم الحمداني
ان الملحمة التاريخية التي حصلت في ارض الاباء والمجد التي خطت بتلك الدماء الطاهرة دماء الخلود دماء سيد الشهداء ابي الاحرار الامام الحسين عليه السلام ودماء الشهداء الذين رفضوا الظلم والتطرف ورفعوا شعار الحرية بوجه المارقة ونالوا شرف الخلود ليخط سلام الله عليه درب المجد والاباء لكل حر وابي وكل من يريد العيش الكريم وبعد شهادته اوكل المهمة الى بنت الرسالة زينب الكبرى ام الصبر ومكملة تلك الثورة فقد كانت صوت يعلوا على كل الاصوات وفضحت تلك الزمرة الخائنة التي اساءت الى الدين والى ال بيت العصمة والتي اباحت دماء المسلمين فكانت ثورة السيدة زينب مكملة تلك الثورة بالقول والفعل وفعلا عندما وقفت ذلك الموقف بديوان الطاغية الاموي وكشفت حقيقته للجميع وبينت للجميع الهدف الي يسعى اليه هذا السلطان المتجبر وهو النيل من الاسلام والمسلمين وانه يسعى الى اهانة الامة واذلالها وجعلها عبيد فكانت دماء الحسين الذين شيعوا انه خارجي ما هي الا لأجل ان تخلصكم من هذا الطاغية فرفعت صوتها بنت الرسالة بوجهه واذلته وكشفت نفاقه وتفاهته ورغم عظم المصاب الذي حل بها لكنها لم تخضع بل زادها عزيمة وعنفوان فسلام الله عليها وعلى صبرها وعلى موقفها فكانت عنوان للثورة الاصلاحية بوجه التطرف والشذوذ الفكري الذي اسس له بني اميه
أحببتُ صَبركِ بالطفوفِ مآثرًا***يطري الضمير محاسنًا ومفاخرًا
الحوراء زينب ( عليها السلام ) هالة من المجد، وقامة ثورية مناهضة لمظاهر أدلجة الدين والمتاجرة بمثاليّاته، بمقاييس الفكر والمفاهيم والقيم، قمعت بموروثها الحسيني الخالد خداع الخوارج المارقة وأخضعت بخطابها الإعلامي المهيب قول عتاة حكمهم الداعشي البغيض، ليطرقوا بهاماتهم نحو الأرض ويطمسوا رؤوسهم في الرمال، خشيةً ورهبةَ وإجلالاً، ولمعرفة فضائلها وطيب معدنها وجوهر خلقها وعالمها القدسي، يستوجب منا معرفة معاناتها بعد استشهاد أبيها الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام)، وهمومها يوم الطفّ، وانشغالاتها بعد المصيبة الكبرى وقتل الحُسين ( عليه السلام )، ومسؤوليتها الجسيمة بالحفاظ على الأطفال والنساء، ومن ثم حمل لواء ثورة الحسين الشهيد على يزيد الرعديد، والإبحار في الينابيع التي كوّنت بحرها الفكري والإعلامي بحكم قربها من مدينة العلم جدّها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبابها أبيها المرتضى ( عليه السلام ) ومعايشتها لأمّها البتول (عليها السلام) وأخويها المجتبى وأبي الأحرار الحسين (عليهما السلام)، فكانت بحقّ صوت الطفّ الهادر ودليلها الإعلامي، كونها الأعرف والأعلم بتضاريس عالم الثورة الحسينية الخالدة، الذي هو بالضرورة عالمها الرسالي والجهادي، فلطالما كتبت وخطبت وصرّحت بمنجزها الثرّ، الذي وقف عنده المؤرخون والباحثون المنصفون الموافقون والمخالفون طويلًا، بعد أن اتخذت لنفسها منهجًا ساميًا كشف عن مكنون روحها الأبيّة، بمضمون فكرها الفريد ومواقفها السرمدية، التي تنمّ عن رؤى ارتقت إلى أعلى درجات الحكمة والمعرفة.
أنصار المرجع الأستاذ الصرخي
https://b.top4top.net/p_752nq8xx1.png