من فكر المحقق الصرخي: العزاء الحسيني أمر بالمعروف ونهي عن المنكر
بقلم احمد السيد
ونحن نعيش أيام محرم الحرام ذكرى فاجعة الطف الأليمة ويليها ذكرى مسيرة السبايا وأربعينية الإمام الحسين-عليه السلام- فمن باب الوفاء للإمام الحسين- عليه السلام- الذي بذل وضحى بجميع ماعنده من أجل أن تعيش البشرية بكرامة وأسس ظاهرة، الثورة التي لم تكن تعرف سابقًا فكان ولازال شعار الثوار بمختلف أديانهم ولغاتهم لايخلو من مباديء وأهداف الإمام الحسين-عليه السلام- وما يؤسف له أن البعض ممن يدعي الولاء والقرب للإمام الحسين- عليه السلام- يتعامل مع ذكرى المصاب بإسلوب عاطفي سلبي فهناك من يبذر في الطعام وجاره وأخيه جائع والآخر يبالغ في الحقن الطائفي مما يسبب إندلاع نار الطائفية في هذه الأيام لدى البعض والأهم من ذلك كله هو إقامة العزاء وتسيير المواكب والمسير في الأربعينية هذا الجانب ضروري وجوهري لابد من الوقوف على السلبيات التي تسببت بالإساءة إلى المناسبة بمجملها فالحسين لم يضحِ من أجل البكاء واللطم والطبخ والتطبير والتطيين، إطلاقًا لم يكن هذا هدفه فهدفه أسمى وأسمى، ومن أهم الركائز الأساسية التي ثبتها الإمام الحسين هي ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية النفس على ذلك وعدم الرضا بالخطأ والباطل وبشتى الظروف
فالأمر بالمعروف هو المنجي من الهلاك كما ذكر الأستاذ المحقق السيد الصرخي في بيانه (محطات في المسير إلى كربلاء) الذي أصبح دستورًا يتبرك به جميع الزائرين من أقصى البلاد إلى كربلاء فيذكر في مقتبس منه : (....أيها الأعزاء الأحباب، لنسأل أنفسنا: هل سِرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدّس، السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجّة التامة الدامغة للجميع وعلى كلّ المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو لعلّهم يتقون؟ حيث قال الله رب العالمين - سبحانه وتعالى- : { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.وبهذا سنكون إنْ شاء الله في ومِن الأمّة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فينجيها الله تعالى من العذاب والهلاك.) انتهى كلام الأستاذ. هكذا هو الإسلام وهكذا يجب أن يكون المسلم المؤمن ليضع كل منا نفسه أمام محكمة الضمير ولينظر هل أنصف إمامه الحسين -عليه السلام- بمسيره وعزاءه هو أدى ماعليه، هل سار على نهج الأولياء والصالحين، هل أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ام انه لم يجنِ إلا التعب والمشقة والخسران المبين وهذا مالا يرتضيه النبي وآله- عليهم الصلاة والسلام- فلنكن زينًا لهم في كل الأمور وخصوصًا في الأمور المتعلقة بإقامة العزاء بالصورة التي يرتضيها العقل والمنطق فلا افراط ولاتفريط في ذلك أبدًا ولنتوجه إلى الحسين بقلوب صافية موحدة ونقول له: لبيك ياحسين نحن أتباعك وأنصارك، نحن الجسد الواحد، نحن أبناء العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، لافرق بيننا أبدًا كلنا في رحاب واحة العشق الحسيني الإلهي الحقيقي ولنرمي الأضغان والأحقاد، ولنبالغ بالنصيحة ولانقبل بالباطل ولو على أنفسنا , جعلنا الله- سبحانه وتعالى - وإياكم من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمقيمين العزاء الحسيني بالصورة التي تليق بالحسين-عليه السلام- إنه سميع مجيب.
أدناه مقتبس لكلام الأستاذ في بيان محطات في المسير إلى كربلاء" للسيد الأستاذ المحقق.
https://a.top4top.net/p_9857kzmd1.png