التطبير بين الأذى والتهذيب والشعائر الحسينية
بقلم حيدر الراجح
قبل اكثر من ست سنوات السابقة ذهبت الى زيارة الامام الحسين عليه السلام في ليلة العاشر لكي اكون معكم صريح كان الدافع الاول والرئيسي للذهاب هو التطبير اما الزيارة فقضية ثانوية واحياء ليلة عاشوراء ليست بالحسبان وفعلا اخذت القامة وتوجهت الى كربلاء المقدسة وعندما وصلت الى سيطرت ام الهوى فطلب مني رجل الامن الشرطي ان اسلّمهم القامة لعدم سماحهم بادخالها الى كربلاء باديء الامر اعترضت وقلت له انا ذاهب للعزاء وووو الى اخره فلم افلح وخيرني بين تسليم القامة او العودة وعدم السماح لي بالمرور و عندها وقعت في امتحان صعب جدا اما ان اطاوع نفسي واكابر واعود الى البيت او اسحق على جمر الرغبة وامضي لاصحح المسار وفعلا اخترت الامر الصحيح فسلمته القامة واخترت الحضور والمكوث تحت قبة الامام الحسين عليه السلام واحياء ليلة العاشر بالذكر والدعاء فصادفني شخص من معارفي وهو يعرف انني اتيت للتطبير وسألني عن القامة فشرحت له القصة فقال لي( والله لو اني صايره بيه ارجع ومااجي لكربلاء شنو انت مجنون تجي وقامة ماعندك)
عندها ادركت حقيقة انه الكثير من الناس عندهم الشعائر عادة وليست عبادة وانا من اولئك الناس فقلت له اخي العزيز انا سأعزف عن التطبير مادمت اعتبره اولى وافضل من الزيارة والاعمال وافضل من التبرع بالدم وافضل من كل شيء ولايوجد فيه ترويض للنفس وتشجيعها وتقويتها لرفض الباطل خصوصاً ونحن نعيش الان في زمن الظلم هو السائد فاين الشعائر المعظمة التي نستغلها ونوظفها لايصال رسالة الى العالم نوضح بسها اهداف ثورة الامام الحسين عليه السلام فليختبر كل من يريد التطبير نفسه وليشألها لماذا اطبر وماذا ستكون النتيجة ؟ وهل انا اعمل ذلك على نحو العادة ام العبادة ام للرياء وهل استطيع ان اطبر في داخل البيت بيني وبين الله .؟ لنلتفت ايها الاحبة الى افعالنا وخصوصا الغزاء واساليب العزاء اللطم والزنجيل وغيرها لنوظفها لاجل قضية واحدة وهي تعريف العالم بالمباديء الحقيقية لثورة الحسين الخالدة وحتى القصائد اذا لم تكن تحتوي على امر بمعروف ونهي عن منكر والا فالحسين لم يمت لكي نبكي عليه فقط وهنا استذكرت بيانا قد قرأته العام الماضي للاستاذ المحقق حول مشروعية التطبير تحت عنوان التطبير بين الأذى والتهذيب والشعائر الحسينية قال فيه (
في ردّ لسماحة السيد الأستاذ على استفتاء سابق بتاريخ (28/ 10/ 2014) عن مشروعية التطبير وهل يدخل في تعظيم الشعائر أو هو من الأذى بالنفس وما علاقة التطبير بالتبرع بالدم؟ فكان مما أتى في جواب الأستاذ المحقق:
[بسم الله سبحانه وتعالى:
أوّلًا: أنا وأبنائي الأعزّاء نفتخر بأننا أوّل من أفتى وطبّق والتزم بفتوى إبدال شعيرة التطبير بشعيرة التبرّع بالدم، فخرجتْ مواكبنا في كل المحافظات وهي تحمل معها كل مستلزمات التبرع بالدم وحصل التبرع في نفس المواكب في يوم العاشر من المحرم الحرام ولسنين عديدة.
ثانيًا: يمكنك الاطلاع على ما صدر من كلام يخصّ التطبير وما يرتبط به في سؤالكم، ونرجو أن يكون وافيًا أو مفيدًا في الجواب.
ثالثًا: بالنسبة إلى أذى النفس، فإنّ أوّل الكلام فيه السؤال عن أصل تحقق عنوان الأذى، فهل يصدق الأذى في التطبير أو لا يصدق ؟! وإذا سلّمنا معك أنه يصدق عنوان الأذى، فيأتي السؤال عن مقدار الأذى المحرّم شرعًا، فليس كل أذى محرّمًا شرعًا ولا يوجد عالِم يقول بهذا، وتكون المسألة أكثر وضوحًا فيما لو ثبتت مشروعية العمل أي مشروعية التطبير، فإذا ثبت ذلك فإنّ عنوان الأذى لو صدق فيكون حكمه حكم ما يتعرض له الحاجّ في موسم الحجّ أو في غيره من الموارد العبادية المشروعة.
رابعًا: عزيزي، إنّ كلامي السابق لا يعني أني أوجب أو أحبّذ التطبير؛ بل أريد أنْ أُبيّن لك الحكم الأوّلي بالحليّة، وهذا لا يعني أنّ الحليّة ثابتة دائمًا على العمل؛ بل ممكن أنْ يكون العمل محرّمًا بعنوان آخر وحسب الموارد.
خامسًا: على سبيل المثال لا الحصر، إذا كان التطبير سببًا لبذر وتأسيس وتأصيل الطائفية المقيتة وشدّ الناس إليها وحشدهم تجاهها بعيدًا عن الالتزامات الدينية والأخلاقية وبعيدًا عن المنهج الرسالي الإسلامي لأئمة الهدى وجدّهم النبيّ المصطفى -عليهم الصلاة والسلام-، فبكلّ تأكيد يكون التطبير محرّمًا، ونفس الحرمة إذا كان التطبير للاستغلال السياسي وتسلّط السرّاق والفاسدين، فكلّ ذلك حرام، فالتطبير حرام لأنه يؤسس لخلاف المنهج الحسيني الإصلاحي.
سادسًا: يمكنك الاطلاع على مرادنا من الشعائر الحسينية وكيفية توجيهها واستغلالها بالطريقة الشرعية الأخلاقية من خلال الاطلاع على ما صدر من كلام تحت عنوان: ((محطّات في مسير كربلاء))، والله المسدّد].). جعلنا الله واياكم من الثابتين والمعزين