تاريخياً -والثائرين الخليفة الثاني -عمر- والحسين ؟! الصرخي موضحاً-
بقلم … حمد العاملي
أطلالة جديدة ؛ الأستاذ المحقق الصرخي الحسني -بين الثائرين للحق والإصلاح وإنقاذ الناس من الظلم وأخذ حقوق الإنسان المسلم - عمر- رض- والحسين-عليه السلام- من عدة أمور منها؟!
الثائر الحسين-عليه السلام-
الأمر الأول. خروج الحسين-عليه السلام- عهد النبوي:
واستَشَفَّ النبي-صلى الله عليه وآله- من وراء الغيب ما يُمنَى بِهِ الإسلام من الأخطار الهائلة على أيدي الأمويين، وأنه لا يمكن بأي حال تجديد رسالته وتخليد مبادئه إلا بتضحية ولده الحسين -عليه السلام-، فعهد إليه بالتضحية والفداء،وقد أدلى الحسين -عليه السلام- بذلك حينما عدله المشفقون عليه من الخروج إلى العراق فقال-عليه السلام- لهم: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ-صلى الله عليه وآله- بِأَمرٍ وَأنَا مَاضٍ إِليه.
الأمر الثاني: خروج الحسين-عليه السلام- لأجل العزة والكرامة:
ومن أوثق الأسباب التي ثار من أجلها-عليه السلام- هي العزة والكرامة، فقد أراد الأمويون إِرغامَهُ على الذُل والخنوع، فَأَبَى -عليه السلام- إِلاَّ أن يعيش عَزيزاً، وقد أعلن ذلك يوم الطفِّ بقوله -عليه السلام-: أَلا وَإِنَّ الدعِيَّ ابنَ الدعِيَّ قَد رَكزَ بَينَ اثْنَتَيْنِ، بَينَ السلَّةِ وَالذلَّة، وهَيْهَات مِنَّا الذلَّة، يَأبَى اللهُ لَنَا ذَلكَ وَرَسُولُهُ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ وَأُنُوفٌ حَميَّةٌ مِن أَنْ نُؤثِرَ طَاعَة اللِّئَام عَلى مَصَارِعِ الكِرَام.
الأمر الثالث: خروج الحسين-عليه السلام-أنهُ يعرف غدر الأمويين وفتكهم:
وأيقن-عليه السلام- أن الأمويين لا يتركونه، ولا تَكفُّ أيديهم عن الغدر والفَتْكِ به حتى لو سَالَمَهُم وبايعهم،وقد أعلن-عليه السلام- ذلك لأخيه محمد بن الحنفية: لَو دَخَلتُ فِي حِجرِ هَامَة مِن هَذِهِ الهوَام لاستَخْرَجُونِي حتَّى يَقتُلُونِي،فاختار-عليه السلام- أن يُعلنَ الحربَ ويموت مِيتَةً كريمةً تَهزُّ عروشهم، وَتقضِي على جبروتِهِم وَطُغيَانِهِم،هذه بعض الأسباب التي حفَّزت الإمام الحسين-عليه السلام- إلى الثورة على حكم يزيد.
أما الأمر الرابع -
الثائر : الصحابي الجليل الخليفة الثاني: عمر -رض- وكيف هي المواقف الإنسانية وتربية الإسلام ..
لَقَد شَرّف الله تَعَالَى أهلَ العِرَاق بالإسلام بِفَضْلِ الخَليفة الثّانِي-رض- وَحِنكَتِه فِي القِيَادَةِ وَفَتْحِ وَتَحرِير العِرَاق...فَأنقَذَ العِرَاقِيّين مِن العبُودِيّة وَالخنُوع لِلفُرْس وَالمَجوسِيّة، كَمَا تَمّ إنقَاذُ الشّعْب الفَارِسِيّ وَبَاقِي الشّعوب مِن المَجوسِيّةِ وَكَهنَتِها وَأكاسِرَتها،هذه المواقف التي هي من تربية الإسلام المحمدي الأصيل أنه لايقف خانع أو ذليل لعبودية كسرى المجوسية التي دمرت العباد والبلاد في العراق والشعب الفارسي الذين كانوا أذلاء للفرس المجوسية الكفر والفجور والإلحاد والشرك .- نتابع المحقق والمفكر الإسلامي الصرخي الحسني •
عُمَر(رض).......إيوانُ كِسْرَى...بَينَ الدّين وَالتّنْجِيم!!!
قَالَ(عليه السّلام):{اللّهُمَّ إنَّ أهْلَ العِرَاقِ غَرَّوْنِي، وَخَدَعُوْنِي، وَصَنَعُوا بِأخِي مَا صَنَعُوا، اللّهُمَّ شَتِّتْ عَلَيْهِم أمْرَهُم، وَأحْصِهِمْ عَدَداً}[الطبقات الكبرى لِابن سعد، سِيَر أعلام النُبلاء٣ للذهبي، تَرجَمَة الإمَام الحُسَين مِن تاريخ دمشق لِابن عساكر]السّلَام عَلَى الحُسَيْن وَبَنِيه وَأخِيه وَأمّه وَأبيه وَجَدِّه الصّادِق الأمِين(صَلَواتُ الله وَسَلامُه عَلَيهم أجمَعِين)، فِي السّاعَات الأولَى مِن محرّم الحَرَام (١٤٤٢هـ)، وَبَعْد التّوكّل عَلَى الله سبحَانَه، أبدَأ الكِتَابة تَحتَ عنوَان{عُمَر(رض)...إيوانُ كِسْرَى...بَينَ الدّين وَالتّنْجِيم}:
١- قَالَ الإمَام الحُسَين(عَليه السّلام): {إنّما خَرَجْتُ لِطَلبِ الإصلَاحِ(أطْلُبُ الصّلَاحَ) فِي أمّةِ جَدِّي مُحَمّد(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلَّم)}[المناقب٤ لابن شهرآشوب، مقتل الحسين١ للخوارزمي، الفتوح٥ لابن أعثم].
٢- إنّ الإصلَاحَ إصلَاحُ العَقْلِ، والعَقلُ سَيّد الأعمَالِ، وَفِيه صَلاحُ الدّنيَا وَالآخِرة، قَالَ رَسولُ الله(عَلَيه وَعَلى آلِه الصّلَاة وَالسّلَام): {إنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الْأعْمَالِ فِي الدّارَيْنِ جَمِيعًا}[بغية الباحث للهیثمي]...وقال(عليه وَعلى آلِه الصّلَاة وَالتّسليم):{لِكُلِّ شَيْءٍ آلةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلةُ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ...وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الآخِرَةِ الْعَقْلُ}[بغية الباحث للهيثمی، مختصر إتحاف السادة٤ للبوصيري، المطالب العالية لابن حجر، البحار للمَجلِسي]
٣- جَاء في القرآن الكريم:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}[الأنفال٢٢]...وَقَالَ رَسولُ الله(صَلّی الله عَلَیه وَعَلَی آلِه وَسَلّم): {وَاعْلَمُوا أنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أطَاعَ اللهَ...وَأنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى الله...وَالْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ أعْقَلُ عِنْدَ اللهِ مِمّنْ عَصَاهُ...وَلَا تَغْتَرُّوا بِتَعْظِيمِ أهْلِ الدّنْيَا إيّاكُمْ، فَإنّهُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ}[إحياء علوم الدين١ للغزالي، بغية الباحث للهيثمي، مختصر إتحاف السادة٤ للبوصيري، تاريخ بغداد١٦ للبغدادي، المطالب العالية لابن حجر]
٤- بَعدَ أن رَاسَلَه أهلُ الكُوفة وَطَلبُوا مِنهُ المَجِيء، وَبَعدَ أن تَبَيّن نِفَاقُهم وَغدْرُهم وَإصرَارُهم عَلَى قِتَالِهِ وَقَتلِه!! قَالَ الإمَامُ الحُسَين(عَلَيه السّلام):{لَا تَعْجَلُوا، وَاللهِ مَا أتيتُكُم حَتّى أتَتْنِي كُتُبُ أمَاثِلِكُم، بِأنّ السُّنَّةَ قَدْ أمِيتَتْ، وَالنّفَاقَ قَدْ نَجَمَ، وَالحُدُودَ قَدْ عُطِّلَتْ، فَاقْدمْ، لَعَلّ اللهَ يُصْلِحُ بِكَ الأُمّةَ!! فَأتَيْتُ، فَإذْ كَرِهتُم ذَلِكَ، فَأنَا رَاجِعٌ!! فَارْجِعُوا إلَى أنْفُسِكُم، هَلْ يَصلُحُ لَكُم قَتْلِي، أوْ يَحِلُّ دَمِي؟! ألسْتُ ابْنَ بِنْتِ نبِیِّكُم وَابْنَ ابْنِ عَمِّهِ؟! أوَليْسَ حَمْزَةُ وَالعَبَّاسُ وَجَعْفَرُ عُمُومَتِي؟! ألَمْ يَبلُغُكُم قَوْلُ رَسُوْلِ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِيَّ وَفِي أخِي: [هَذَانِ سَيّدَا شَبَابِ أهْلِ الجَنّةِ]؟!}[سِيَر أعلام النُّبَلاء٤، تَرجَمَة الإمَام الحُسَين مِن الطّبقَات الكبير لابن سعد، تَرجَمَة الإمَام الحُسَين مِن تَاريخ دِمشق لِابن عسَاكر].
٥- مُحرِمٌ مِن أهلِ العِراق سَألَ عَن قَتْلِ الذّباب(البَعُوض)، فَأجَابَ عَبدُ الله بن عُمَر(رض): {أهْلُ العِرَاقِ يَسْألُونَ عَنِ الذّبَابِ(دَمِ الْبَعُوضِ)، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيه
وَآلِه وَسَلّم)، وقالَ النبيُّ (صَلّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلّم): [هُما رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا]}[بُغيَة الطّلَب في تاريخ حَلب٦ لابن العديم، ترجَمَة الإمَام الحُسَين مِن تاريخ دِمشق لِابن عسَاكر، أسد الغَابة٢ لابن الأثير، مختصر تاريخ دمشق٧ لابن منظور].
٦- لَقَد شَرّف الله تَعَالَى أهلَ العِرَاق بالإسلام بِفَضْلِ الخَليفة الثّانِي(رض) وَحِنكَتِه فِي القِيَادَةِ وَفَتْحِ وَتَحرِير العِرَاق...فَأنقَذَ العِرَاقِيّين مِن العبُودِيّة وَالخنُوع لِلفُرْس وَالمَجوسِيّة، كَمَا تَمّ إنقَاذُ الشّعْب الفَارِسِيّ وَبَاقِي الشّعوب مِن المَجوسِيّةِ وَكَهنَتِها وَأكاسِرَتها...لَكِن مَا هُوَ سرّ بُغْض وَعَدَاء هَؤلَاء لِلخَلِيفَة المُحَرِّر؟! وَهَل تَمَكّنُوا بِالمَكْرِ وَالخَدِيعَة وَالغَدْر مِن مُصَادَرَة الإسلَام وَالتّشَيّع؟! وَمَا هُوَ دَورُ التّنجِيم وَالكَهَانَة فِي تَحقِيق ذَلِك؟! أرجو من الله التّسدِيد في الإجابَة بإنصَاف وَوَسَطِيّة وَاقِعِيّة مَوضوعِيّة...وَأمّا قِرَاءَة وَتَحلِيل علَاقَة الصّحابَة بِأهلِ البَيْت، والسّلوكيات والمَواقِف الصّادرة عَنهم(رَضي الله عَنهم وَعَلَيهم السّلام)، فَلَهَا مَقَامٌ آخَر إن شَاء الله، وَالكَلَام فِي أمور:
لمتابعة الحساب على:
تويتر: AlsrkhyAlhasny@
الفيس بوك: Alsarkhyalhasny
الإنستغرام: alsarkhyalhasany@