أركان عقيدة المسلمين -الشيعة والسنة -في المهدي المنتظر -الصرخي باحثاً؛
بقلم - -حمد العاملي
الركن الأول…عقيدة علماء أهل السنة-
يتصور البعض أن عقيدة المهدي المنتظر عقيدة خاصة بالشيعة ، بينما هي عند السنة أصيلة كأصالتها عند الشيعة ، لافرق بين الجميع في ثبوت البشارة عن النبي صلى الله عليه وآله بالمهدي المنتظر عليه السلام ولا في مهمته العالمية ، ولا في شخصيته المقدسة المتميزة ، ولا في علامات ظهوره ومعالم ثورته.
وقد يكون الفرق الوحيد بشأنها أننا نحن الشيعة نعتقد بأنه هو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري عليه السلام المولود سنة ٢٥٥ هـ. وأن الله تعالى مد في عمره كما مد في عمر الخضر عليه السلام فهو حيٌّ غائب حتى يأذن الله له بالظهور .. بينما يرى غالبية علماء السنة أنه لم يثبت أنه مولود وغائب ، بل سوف يولد ويحقق ما بشر به النبي صلى الله عليه وآله.
وتظهر أصالة عقيدة المهدي عند السنة في كثرة أحاديثها في مصادرهم وأصولهم الحديثية والعقائدية وفي فتاوى وآراء علمائهم ، وفي التاريخ العلمي والسياسي لهذه العقيدة في أوساطهم عبر الأجيال.
وعلى هذا الأساس ، فإن الحركات المهدية في أوساط المسلمين السنة ، مثل حركة المهدي السوداني في القرن الماضي ، وحركة الحرم المكي الشريف في مطلع هذا القرن ، والحركات المتضمنة لأفكار مهدية بشكل بارز كحركة الجهاد والهجرة في مصر ، وأمثالها من الحركات ، لم تنشأ من فراغ ولا من تأثر بأفكار الشيعة عن المهدي ، كما يتصور بعضهم! فرواة أحاديث المهدي المنتظر من الصحابة والتابعين السنة لايقل عددهم عن الرواة من الشيعة. وكذلك من دونها منهم في الأصول والموسوعات الحديثية ، ومن ألف فيها مؤلفاً خاصاً.
ولعل أقدم مؤلف سني وصل إلينا في عقيدة المهدي هو كتاب ( الفتن والملاحم ) للحفاظ نعيم بن حماد المروزي المتوفى سنة ٢٢٧ هـ. وهو من شيوخ البخاري وغيره من مصنفي الصحاح. وتوجد منه نسخة في مكتبة دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الهند رقم ٣١٨٧ ـ ٨٣ ، ونسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق رقم ٦٢ ـ أدب ، ونسخة في مكتبة المتحف البريطاني تقع في نحو مئتي صفحة مزدوجة ، وقدتم نسخها سنة ٧۰٦ هـ. ويوجد على بعض صفحاتها عبارة ( وقف حسين أفندي ) مما يشير إلى أنها أخذت من موقوفات تركيا. وقد سجلت في المكتبة البريطانية سنة ١٩٢٤م. وهي التي نقلنا عنها في هذا الكتاب. نتابع…الباحث والمفكر الإسلامي الصرخي الحسني …مع…
أما الثاني-الرّكن الأساس في عقيدتنا-عند الشيعة-
إنَّ الرّكن الأساس في عقيدتنا الدّينية الإلهية التّوحيدية، في انتمائنا ومنهجنا وتفكيرنا وسلوكنا الأخلاقي الإنساني هو المهديّ، المنقِذ، المخلِّص، يوم الخَلاص، يوم السّلام والوِئام، يوم الصّفاء والنّقاء، يوم انتفاء التّناقضات، اليوم الموعود، كلّها عناوين ومصطلحات تمثّل عقيدةً وفِكرًا ومنهجًا وأيديولوجيةً وتنظيمًا وتخطيطًا آمنت به البشرية جمعاء، حتّى المجتمعات المادية الرّافضة قطعًا للغَيب والغيبيات والتّخطيط والمنهج المهدوي، واليوم الموعود أخذ ويأخذ الحيّز الأكبر بل القطب والمحور الأساس في الفكر والتّخطيط الدّيني الإلهي ويتأكّد ويتركّز ويتأصّل في الإسلام، ويزداد شدّةً وتركيزًا في مذهب الحقّ، فلا بدّ أن تأخذ هذه العقيدة المهدوية المباركة الحيّز الأكبر والأشمل والأعمق في تفكيرنا ونفوسنا وقلوبنا وسلوكنا ومواقفنا.
شذرات من كلام سماحة المرجع الأعلى السّيّد الصّرخيّ الحسنيّ - دام ظلّه -
https://e.top4top.io/p_1840n9c011.jpg