فلسفة التاريخ والمنظومة الفكرية والحياة المجتمعية -فلسفة الصرخي؛
بقلم…حمد العاملي
المنظومة الفكرية للأنسان المسلم أو غيرهُ…من عدة صور…
الصورة الأولى…يجب أن يعيش في حال الاجتماع ( التجمع ) وقولنا : إن العالم موجود حقيقة لا وهما وإن الانسان جزء من العالم ، وإن الانسان جزء من العالم الأرضي وان الانسان ذو أعضاء وأدوات وقوى إلى غير ذلك من الآراء والمعلومات الثابتة التي لا يوجب ثبوتها ووقوفها وقوف المجتمعات وركودها ، ومن هذا القبيل القول بأن للعالم إلهاً واحداً شرع للناس شرعاً جامعاً لطرق السعادة من طريق النبوة وسيجمع الجميع إلى يوم يوفيهم فيه جزاء أعمالهم ، وهذه هي الكلمة الوحيدة التي بنى عليها الاسلام مجتمعه وتحفظ عليها كل التحفظ ، ومن المعلوم أنه مما لا يوجب باصطكاك ثبوته ونفيه وانتاج رأي آخر فيه إلا انحطاط المجتمع كما بين مراراً وهذا شأن جميع الحقائق الحقة المتعلقة بما وراء الطبيعة فإنكارها بأي وجه لا يفيد للمجتمع إلا انحطاطاً وخسة .
الصورة الثانية… أن المجتمع البشري لا يحتاج في سيره الارتقائي إلا إلى التحول والتكامل يوماً فيوماً في طريق الاستفادة من مزايا الطبيعة ، وهذا إنما يتحقق بالبحث الصناعي المداوم وتطبيق العمل على العلم دائماً والاسلام لا يمنع من ذلك شيئاً .
الصورة الثالثة…وأما تغير طريق إدارة المجتمعات وسنن الاجتماع الجارية كالاستبداد الملوكي والديموقراطية والشيوعية ، ونحوها فليس بلازم إلا من جهة نقصها وقصورها عن إيفاء الكمال الانساني الاجتماعي المطلوب لا من جهة سيرها من النقص إلى الكمال فالفرق بينها لو كان فإنما هو فرق الغلط والصواب لا فرق الناقص والكامل فإذا استقر أمر السنة الاجتماعية على ما يقصده الانسان بفطرته وهو العدالة الاجتماعية واستظل الناس تحت التربية الجيدة بالعلم النافع والعمل الصالح ثم أخذوا يسيرون مرتاحين ناشطين نحو سعادتهم بالارتقاء في مدارج العلم والعمل ولا يزالون يتكاملون ويزيدون تمكناً
وأما الصورة الرابعة…من فكر الفيلسوف الإسلامي-
المنظومة الفكرية…نحن نحاول أنْ نعطي منظومة فكريّة ولو على نحو التّرويج، منظومة فكريّة إلى حدّ ما نحاول أنْ تكون متكاملة لتفسير فلسفة التّأريخ، للتّفسير الفلسفي للوقائع التّأريخيّة الّتي مرّت على المسلمين وعلى طول التّأريخ الإسلامي، لا تملّقًـا لهذا ولا تزلّفـًا لذاك.
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني - دام ظلّه -
https://l.top4top.io/p_1873tn2pk1.png