الإمام الكاظم -ومقارعة الطغاة والسلاطين -بل العلم والصبر و الإيمان في نهج المفكر الصرخي
بقلم- -حمد العاملي
أهل العلم والحق - من عدة أبواب -
الباب الأول …العبر والدروس
هكذا يجب أن يستخلص المؤمنون والمسلمون الدروس والعبر من رحلة الإمام الكاظم-عليه السلام- مع الظلم والطغيان، وكيف قارعه بسلاح العلم والصبر وكيف انتصر، وهزم إرادة الشر والسلطة الغاشمة، وهذا ما يجب أن نستوحيه من قادة للمسلمين الذين تفرض عليهم الظروف الصعبة القاسية دخول سجون الكافرين والطاغين، ويتعرّضون فيها للكثير من الضغوطات القاسية مما يمارسه السجّانون عليهم، ليُسقطوا مواقفهم، ويهزموا روحياتهم، ويقودوهم إلى بعض الأوضاع السلبيّة، في ما يلوّحون به من الوعد بالتخفيف عنهم في حالات الألم الشديد، فإنَّ بإمكانهم أن يستلهموا روحانية الإيمان بالله في الانفتاح على التفكير به سبحانه والخشوع له تعالى والدعاء في كلِّ مهماتهم، لترتفع معنوياتهم من خلال ذلك، لينفصلوا عن الجوِّ الخانق إلى الجوِّ الرحب الواسع في آفاق الله تعالى.
الباب الثاني…الدعاء والنجاة
ولاشك أن الصبر ينتمي إلى الروح وهو أحد أساليبها وأدواتها في مقارعة الظلم وتذليل المصاعب، ومقارعة إرادة الشر بحكمة ووعي متواصل لأنَّ الطاقة الروحية هي روح الحركة، وسرّ الشخصيّة، وشرط الثبات.وقد جاء في سيرة الإمام الكاظم-عليه السلام- كما روى الكليني - صاحب كتاب الكافي- (عن عليِّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن موسى بن بكر عن أبي إبراهيم الكاظم- عليه السلام- أنه كتب دعاءً إليه في قرطاس: "اللهم أردد إلى جميع خلقك مظالمهم التي قِبَلي، صغيرها وكبيرها، في يسرٍ منك وعافية، وما لم تبلغه قوّتي ولم تَسَعْه ذاتُ يدي، ولم يَقْوَ عليه بدني ويقيني ونفسي، فأدِّه عني من جزيل ما عندك من فضلك، ثم لا تخلف عليَّ منه شيئاً تقضيه من حسناتي، يا أرحم الراحمين..
الباب الثالث…التوحيد والصبر
أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ الدين كما شرّع، وأنَّ الإسلام كما وصف، وأنَّ الكتاب كما أنزل، وأنَّ القول كما حدّث، وأنَّ الله هو الحقُّ المبين، ذكر اللهُ محمداً وأهلَ بيته بخير، حيّا محمداً وأهل بيته بالسلام"). وهكذا يتوضح لنا بصورة جلية كيف يمكن للصبر أن يدحر إرادة الشر، فهذا الدعاء يمثّل أسلوباً تربوياً في عملية التهذيب النفسيّ في التحرّر من كلِّ نقاط الضعف الإنساني، فيما يمكن أن تقود الإنسان إلى العدوان على الآخرين انطلاقاً من بعض الأوضاع النفسيّة المعقّدة، وذلك بأن يبتهل الإنسان إلى الله لأن يرزقه القوّة بردّ المظالم.
الباب الرابع…أهل الحقّ
الّذين يميّزون الحقّ وأهله بالعقل والعلم والمعرفة والعمل الصّالح والإخلاص والأخلاق الحسنة والرّضا بقضاء الله تعالى هم النّاجون.
مقتبس من كتاب (نزيل السّجون) لسماحة السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني - دام ظلّه -
https://a.top4top.io/p_1890sowmx2.jpg