ذكرى-جريمة كبرى في العشرين -٢٠ -من شعبان دماءٌ سُفكت من أجل الوطن والعقيدة والمبدأ-
بقلم…حمد العاملي
قال تعالى في كتابِه العزيز : -{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}… الشهيد شرعاً: هو المسلم الذي يموت في سبيل الله تعالى تاركاً وراءه أمور الدنيا جميعها، ويحظى بلقب شهيد عادةً من يسارع إلى ساحة المعركة لقتال أعداء الله سبحانه وتعالى سواء كانت الغاية فتح البلاد أو نشر الدعوة الإسلامية أو الدفاع عن الوطن والمسلمين.
اختصّ اللهُ… عز وجل الشهيد بمكانة سامية سامقة لا تدانيها مكانة.. في الدنيا ويوم القيامة وفي جنات الخلود.. ومن عظيم كرم الله تعالى لهؤلاء الشهداء الذين باعوا أنفسهم من أجل الله، وتساموا على ما يحبون، وتغلبوا على شهواتهم، واسترخصوا الحياة في سبيل الظفر بالشهادة نيْلا لإرضاء لله؛ أنه تعالى اختار لهم خير الأسماء والألقاب..
أجر الشّهيد… وَعدَ الله المُحسِنينَ من عِبادِهِ والصَّالحينَ أجراً عظيماً، ودَرَجةً عالِيةً، وعَظَّمَ أُجورَهُم بأن ضاعَفَ الحَسَنةَ بِعشرِ أمثالِها أو يَزيدُ إلى ما شاءَ الله عظيمُ الكَرَم، وخصَّ الله الشُّهداءَ بمنازِلَ لا يَصِلُها غيرُهم، ثمَّ وَصفَ حالَهُم بعدَ الموتِ بِعجيبِ ما يُوصَفُ فيهِ مَيِّت؛ فذَكَرهم فَرِحينَ، وذَكَرَهم يَستَبشِرون، وبَشَّرَهُم بِربحٍ مُضاعفٍ لَما خَلَت مِنهُ نواياهُم وسَرائِرهم في دارِ الدُّنيا فلم يَطمَعوا في مالٍ ولا في جاهٍ لِقاءَ ما قَدَّموا، فكانَ الرِّبحُ أعظَمَ وأَجزَل، قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيقْتُلُونَ وَيقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[سورة التوبة، آية: 111. -مصدر-أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدِّين، صفحة 311..
لشهداء 20 شعبان …دماء سفكت من أجل العقيدة والمبدأ - -الذكرى السنوية 13لرحيل كوكبة من شهداء المرجعية-ببالغ الحزن والأسى وعظيم الألم والشّجى نرفع أسمى آيات العزاء إلى مقام نبي الرحمة محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” وإلى الأئمة الميامين الكرام الطاهرين “عليهم أفضل الصلاة والسلام” لاسيما الإمام المهدي -عليه السلام” وإلى المحقق الصرخي الحسني - رحيل الكوكبة الطاهرة الزكية من الشهداء الأبرار أسكنهم الله فسيح جناته إثر الاعتداء الآثم من قبل قوى الكفر والاحتلال والظلم والفساد على براني السيد الصرخي الحسني - بتاريخ العشرين من شعبان لسنة 1424 هجرية .
- الشهيد -الشيخ أسعد العبادي- و الشهيد -ستار العفلوكي- و الشهيد -الشيخ عبد ألآله الكعبي- و الشهيد -حيدر الوزير- والشهيد ( السيد صدام - والشهيد -عبد المجيد الجناحي- والشهيد-سعد العيفاري …
ووقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد والأخيرة للإنسان .. تلك اللحظات التى يحجم عنها الرجال ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التى يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبراً لا عيان ….هذه اللحظاتُ هي ” أولى لحظاتِ الشهيد ” هي لحظات تحكى بداية وُلوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأُخروية .. نهاية كونه مسلماً حياً إلى بداية حياة الشهادة الأبدية .. لحظاتٌ يعجزُ عن وصفِها البيانُ .. لحظاتٌ يقفُ فيها عقلُ المؤمنِ حيران:
أيباركُ أم يحزن، أيهنئُ أم يعزي، أيبكي أم يفرح .. أحزان أم أفراح !!
ولكن يبقى ألمُ الحزنِ يتجددُ بمجردِ تجدد الذكرى , كيف لا ونحن يتجددُ حزنُنا بسقوطِ ثلةٌ من الشبابِ المؤمنين الصادقين الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم وكلِ شيءٍ عندهم في سبيلِ الدينِ الذي يلزمُنا بالحفاظِ على مقدساتِنا وارضِنا وقادتِنا الى اللهِ , فهذا اليومُ العشرين من شعبان فيه ذكرى الاعتداءِ الأثيم على سماحةِ المرجعِ الدينيِ آية الله العظمى السيد الصرخي (دام ظله ) والذي راحَ ضحيته تلك الثلة المؤمنةِ التي حفظت المرجعيةَ من شرِ الاعتداءِ بدمائِها الزاكية ..
ففي ليلة العشرين من شعبان تلك الليلة المظلمة المؤلمة وبعد منتصف الليل فرض الاحتلال الغاشم الحصار على مدينة كربلاء المقدسة ووقف جنودهم الخونة أمام دار مرجع عراقي أصيل لم يعرف شيء من العمالة ابداً وعرف لدى الكل بالورع والأخلاق وحب العراق والعراقيين وهي دار السيد المظلوم الصرخي الحسني “وهم يصوبون بفوهات الأسلحة النارية المتنوعة اشد الضربات حتى استشهد الكثير من المؤمنين وهم يدافعون عن حمى الإسلام والمسلمين والذيم لم يحملوا سوى العصي .
https://mrkzgulfup.com/uploads/161739916335281.jpeg https://www.al-hasany.net/20-