عزانا إلى سيد الخلف محمد حبيب ربِ العالمين ... باستشهاد الإمام الباقر محمد ..
بقلم....حمد العاملي
قراءة ..عن الإمام الباقر-عليه السلام- ..في التاريخ والعقائد ..من جهات..
الجهة الأولى:- لقب بالباقِر لبَقرهِ العلوم بقرًا (أي أظهر العلم إظهاراً) لما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله أنّه قال: «يا جابر إنّك ستعيش حتى تدرك رجلًا من أولادي اسمه اسمي، يبقِرُ العلم بقرًا.» أو لأنّه تبقّر في العلم، أي توسّع. فهو من فحول علماء الإسلام، حدث عن أبيه علي بن الحسين السجّاد، له عدة أحاديث في الصحيحين وهما من كتب الحديث عند أهل السنة، وكان من الآخذين عنه أبو حنيفة وابن جريج والأوزاعي والزهري وغيرهم، قال محمد بن مسلم: سألته عن ثلاثين ألف حديث، وقد روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة، ووجوه التابعين، ورؤساء فقهاء المسلمين.
الجهة الثانية:- كان زاهداً عابداً وقد بلغ من العلم درجةً عاليةً سامية، حتى أن كثيراً من العلماء كانوا يرون في أنفسهم فضلاً وتحصيلاً، فإذا جلسوا إليه أحسُّوا أنهم عِيالٌ عليه، وتلاميذٌ بين يديه، ولذلك لُقِّب بالباقر: من بَقَر العلم أي شَقَّه، واستخرج خفاياه، وقد كان إلى جانب علمه من العاملين بعلمهم؛ فكان عفَّ اللسان، طاهرَ. إقرأ هذه المناظرة للإمام-سلام الله عليه- مع النصراني..عن عمرو بن عبد الله الثقفي قال أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي-عليهما السلام- من المدينة إلى الشام، وكان ينزله معه، فكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينما هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك -
- فقال : ما لهؤلاء القوم ؟ ألهم عيد اليوم ؟ قالوا لا يا ابن رسول الله، ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم، قال أبو جعفر-عليه السلام-: وله علم ؟ فقالوا : من أعلم الناس، قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى،
- قال : فهلم أن نذهب إليه، فقالوا : ذلك إليك يا ابن رسول الله، قال فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، قال : فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه، فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوا ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعي، ثم قصد نحو أبي جعفر فقال له أمنا أنت أو من الأمة المرحومة ؟ فقال أبو جعفر : من الأمة المرحومة، قال : أفمن علمائهم أنت أو من جهالهم ؟ قال : لست من جهالهم، قال النصراني أسألك أو تسألني ؟ قال أبو جعفر : سلني فقال : يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول : سلني ! إن هذا لعالم بالمسائل.
- ثم قال : يا عبد الله أخبرني عن ساعة ماهي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي ؟ قال أبو جعفر-عليه السلام-: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال النصراني : فإذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي ؟ فقال أبو جعفر : من ساعات الجنة وفيها تفيق مرضانا، فقال النصراني : أصبت، فأسألك أو تسألني ؟ قال أبو جعفر-عليه السلام- : سلني، قال : يا معاشر النصارى إن هذا لملي بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون أعطني مثله في الدنيا،
- فقال أبو جعفر-عليه السلام : هو هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط، قال النصراني : أصبت، ألم تقل : ما أنا من علمائهم ؟ قال أبو جعفر-عليه السلام-:إنما قلت لك : ما أنا من جهالهم، قال النصراني : فأسألك أو تسألني ؟ قال : يا معشر النصارى والله لاسألنه يرتطم فيها كمايرتطم الحمار في الوحل، فقال : اسأل، قال : أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت بابنين جميعا، حملتمها في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومئة سنة، وعاش الآخر خمسين سنة، من هما ؟ قال أبوجعفر هما عزير وعزره، كان حمل أمهما ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، وعاش عزره وعزير، فعاش عزره وعزير ثلاثين سنة، ثم أمات الله عزيرا مئة سنة وبقي عزره يحيا، ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزره عشرين سنة.
الجهة الثالثة:- الاعتراف فضيلة.. قال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل، لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام، ردوني، فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر --- نقلها إبراهيم العامري
الجهة الرابعة:- بفقدك، سيّدي الباقر، الخلق تضجّ بالأنين
يا من بقرتَ العلم بقرًا، وآزرتَ الحقَّ بالنّفس صبرًا، يا إمامُ ونعمَ القدوة سموًّا وقدرًا، سيّدي الباقر محمد يا بنَ السّادة المنتجبين، يا بنَ طه المرسل باليقين، يا ناشر لواء الدّين، بفقدكَ اليوم ناحت الأكوان والخلق تضجّ بالأنين، فلنعزّي جدّك المصطفى والآل الأطهار لاسيّما خاتمهم المهديّ وأمّة الإسلام والسّيّد الأستاذ المهندس الصّرخيّ الحسنيّ....٧ ذي الحجّة ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر -عليه السّلام-
https://mrkzgulfup.com/uploads/162677049370031.png