حراك ثورة الحسين ..هي العدل الإلهي والإصلاح في أمة جدهُ الأمين..في فكر المحقق الصرخي
بقلم.....حمد العاملي
طلب الحرية والحق...أنها في اللهِ..
:-إن من يفهم حركة الأحداث في ثورة الإمام الحسين-عليه السلام- يدرك تماماً أن السلطة الظالمة- آنذاك- قد لبست لباس الدين لتشريع وجودها واستمرار حكمها، وأن من أعطى لهذه السلطة القدرة على فعل ذلك لم يكن عامة الناس وبسطائهم، بل رجال دين كبار داخل المؤسسة الدينية نفسها-إن جاز لنا هذا التعبير-، مما يعني أن لبس عمامة الدين لم يكن كافياً لمنع انحراف صاحبها. لذا، يمكن القول: إن من قتل-الحسين عليه- السلام تشريعاً كان رجال دين فاسدين خونة الأمانة والعهد الإلهي ،أما من قتله تنفيذاً بعد ذلك فقد كان سلطة سياسية منحرفة وخليفة فاسد توظف المسلمين حسب أهوائها ومصالحها الخبيثة القذرة.
:- إذاً فهمنا الأمر بهذا الشكل، سنجد أن الثورة الحسينية سعت إلى نزع القدسية عن المقدس المنحرف مهما كانت درجته، فضلاً عن نزع الشرعية عن السلطة والسياسية المستبدة مهما كانت شعاراتها الدينية، وجعلت أمثال هؤلاء أهداف مشروعة للخروج عليهم بقوة اليد والكلمة. إن فهم ما جرى على أنه ثورة الدين الصالح والعدل ، على دين الانحراف والهوى المفسد ، وثورة الإنسان على الظلم مهما علا رمزه وخدع بشعاره، يجعلنا عند التأمل ؟
:- في تاريخ المسلمين الماضي والحاضر نجد أنهم عاشوا ويعيشون خدعة مستمرة وتضليلا لا انعتاق منه بسبب حكومات توظف الدين لمصلحتها بطريقة ظالمة ملعونة، ورجال لبسوا عمامة الدين (مقدسين) ليشرعنوا حالة الظلم وانعدام العدل التي يعيشها المسلمين والناس، بحجج شتى منها: إن الخروج على الحاكم وولي الأمر فتنة عمياء ومفسدة مرة، أو أن من اشتدت وطأته وجبت طاعته مرة ثانية، أو لكون ولي الأمر ظل الله على الأرض مرة ثالثة... متناسين أن هدف أي دين سماوي بعد توحيد الله- سبحانه وتعالى- هو أسعاد البشر وعيشهم برفاه وحرية وكرامة على سطح الأرض، وأن أي إدعاء ديني يجلب الشقاء والذل وامتهان الكرامة يكون صاحبه متهماً والسلطة الناجمة عنه باغية مهما كانت مسوغاتها والقائمين عليها.
:- تضحية الحسين
لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنّة النّعيم، ولنكن صادقين في حبّ الحسين وجّده الأمين-عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم- وبالاتّباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الّذي خرج لتحقيقه الحسین-عليه السلام-، وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه، إنّه الإصلاح، الإصلاح في أمة جِّد الحسين الرسول الكريم-عليه وآله الصلاة والسلام- ...مقتبس من المحطة الأولى من بیان..69 محطات في مسیر کربلاء"
لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني-دام ظله-
https://mrkzgulfup.com/uploads/16288938256181.jpg