الصرخي : : لا بدّ من وجود أمين يؤخذ منه الميثاق الغليظ ويحمل الأمانة الإلهية
الخميس , 2 فبراير , 2017
الصرخي : : لا بدّ من وجود أمين يؤخذ منه الميثاق الغليظ ويحمل الأمانة الإلهية احمد ياسين الهلالي غالبا ما ينصرف مفهوم الامانة لدى بعض الناس الى الجوانب المادية فقط وكيفية الحفظ والاسترداد من قبل المؤتمنين, ولكن الامانة هي مفهوم أعم وأشمل حيث أنها لاتقتصر على المفاهيم المادية فقط بل وتشمل الجوانب المعنوية ايضا فحفظ الدين وتعاليمة الرسالية وعلومة المختلفة والواسعة من اجل تنظيم حياة الانسان بمختلف جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, هي اخطر من مفهومها المادي ولحمل مثل تلك الامانات العظيمة لابد من وجود الوعاء الذي يمكنه إستيعابها وصيانتها وذلك هو قلب المؤمن, وهناك من الامانات ما لم يستطع الانسان العادي حملها لما تحمله من ثقل وأسرار غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ومن اختاره من انبيائه ورسله وأوليائه الصالحين, وما يلفت الانتباه ويثير التساؤل عند الانسان هي تلك الامانة العظيمة التي أخذ الله تعالى عليها العهود والمواثيق الغليظة من الانبياء والمرسلين ووعد بأنه سوف يسألهم عن تلك الامانة الكبيرة, وكما جاء في الاية الكريمة من قولة تعالى في سورة الاحزاب ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا * وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (((8)، وقد تطرق المرجع الصرخي الحسني الى عدة محتملات لتلك الامانة العظيمة والميثاق الغليظ موجها كلامة الى ابن تيمية ومنهجة التكفيري الضال وذلك خلال محاضرته السابعة من بحث (الدولة المارقة ..في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول). حيث قال بعد قراءة الاية الكريمة. لاحظ: عندي ميثاق وعندي الميثاق الغليظ، إذن أُخذ الميثاق من النبيين، وأيضًا أُخذ من النبي ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم، وبعد هذا أخذنا منهم ميثاقًا غليظًا، إذن أُخذ الميثاق وأُخذ الميثاق الغليظ، الآن الميثاق الغليظ هل أُخذ من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، أو أُخذ من النبيين غير هؤلاء، أو اُخذ من الجميع؟ التفت جيدًا : يأتي المعنى بهذه المحتملات: أُخذ من النبيين الميثاق والميثاق الغليظ وأما منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم أُخذ منهم الميثاق فقط ولم يُؤخذ منهم الميثاق الغليظ، والمحتمل الثاني: أُخذ من النبيين الميثاق وأُخذ من نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أُخذ منهم الميثاق والميثاق الغليظ، والمحتمل الثالث: انّه أُخذ من النبيين ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم كلهم أُخذ منهم الميثاق وأُخذ منهم الميثاق الغليظ ) لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا. ( ما هذا التهديد؟ ما هذا الأمر العظيم الذي يُسأل عنه الأنبياء والمرسلين؟!! ) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا* يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا* إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا . سورة الأحزاب.. اقول: أولًا: أخذ الله تعالى من النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والتسليم ميثاقهم وأخذ من المرسلين ميثاقهم أيضًا ، ثم أخذ الميثاق الغليظ من النبيين أو من المرسلين أو من النبيين والمرسلين، ووعد الله تعالى أنّه سيسألهم عن ذلك ( إذن هو وعد ووعيد وتهديد؛ إشارة لخطورة هذا الأمر، إلى عظمة هذا الأمر، إلى خصوصية هذا الأمر، إلى خصوصية الميثاق، إلى خصوصية ما أخذ بشأنه الميثاق والميثاق الغليظ) فما هي حقيقة الميثاق؟ وعلى أيّ أمر عظيم أخذ الله تعالى الميثاق؟ وهل نحتاج إلى بيان وزيادة مؤنة حتى نعرف أن الأمر متعلّق في قضية عظيمة لها امتداد وبعد زمني يمتدّ من أول البشرية وأخذِ الميثاق من آدم عليه السلام مرورًا بباقي الأنبياء والمرسلين وخاتمهم الرسول الأمين عليهم الصلاة والتسليم إلى عصر الظهور والمهدي الموعود إلى قيام الساعة؟؟ ثانيًا: الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، هل لها علاقة بالميثاق وبالميثاق الغليظ؟ ثالثًا: من الواضح أنّ الأمانة لها عمق وبعد زمني يتناسب مع ما ذكرناه للميثاق والميثاق الغليظ، وهنا يأتي الاستفهام هل أنّ الميثاق والميثاق الغليظ وحمل الأمانة لم يتوقف على طول الزمان، فشمل كل الأنبياء والمرسلين وحسب تسلسلهم الوجودي؟ فهل يا ترى يُحتمل أو يُعقل أنّه يتوقف عند خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم أو لا بدّ من وجود أمين يؤخذ منه الميثاق أو الميثاق والميثاق الغليظ ويحمل الأمانة الإلهية؟
المحاضرة (17) من بحث ( الدولة.. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول)
المحاضرة (10) من بحث (وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري)